أخذ ذكر الحركة “الشيعية” في دمشق، خلال الأعوام الثلاثة الماضية شكلين مختلفين، الأوّل يتعلّق في الحركة التوسيعية الديمغرافية لإيران في عاصمة سوريا، والآخر مرتبط بتفجيرات استهدفت “الشيعة” في “مزارات مراقد أهل البيت” المنتشرة في دمشق وأطرافها.
وفي الوقت الذي انتشرت فيه الميليشيات الإيرانية والعراقية، وعناصر ميليشيا “حزب الله” اللبناني، في شوارع دمشق، أخذت حملات ترميم المزارات وتجديدها مكانًا واسعًا من اهتمام محافظة دمشق، إلى جانب الاهتمام بمشاريع تنظيمية بختم إيراني.
كما تزايدت إثر ذلك رحلات “الحج” من مدن عراقية وإيرانية ولبنانية مختلف إلى هذه “المراقد”، وأصبحت أكثر بروزًا مع تراجع السياحة بشكل عام في سوريا.
وأضحت محل استهداف مباشر بتفجيرات انتحارية وهجمات أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤوليته عن أغلبها.
تفجير “باب الصغير”
آخر تلك التفجيرات، وقعت اليوم، السبت 11 آذار، في مقبرة باب الصغير، بمنطقة باب مصلى، إذ تسبب انفجاران بمقتل ما يزيد عن 50 “زائرًا”، أغلبهم من العراقيين.
وتضاربت الأنباء حول ما إذا كان الانفجاران ناتجان عن عبوتين ناسفتين، أو تم تنفيذهما بوساطة انتحاريين فجرا حزامين ناسفين.
ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن العملية.
تفجير السيدة زينب “الثالث”
تسبب التفجيران اللذين وقعا بتاريخ 11 حزيران 2016، بمقتل ما يزيد عن 20 شخصًا، إذ تمّ التفجير الأول عبر انتحاري فجر نفسه، والآخر بسيار مفخخة.
ومن بين القتلى عدد من عناصر الميليشيات الموالية للنظام، إذ تشهد المنطقة وجودًا كبيرًا لأفراد الميليشيات اللبنانية والعراقية والإيرانية الموالية للنظام.
تنظيم “الدول الإسلامية” تبنى الهجوم وأكّد أن ثلاثة من مسلحيه، اثنان يرتديان أحزمة ناسفة والثالث يقود سيارة مفخخة، نفذوا الهجمات في منطقة السيدة زينب.
تفجير السيدة زينب “الأضخم”
بتاريخ 21 شباط 2016، هزّت خمسة تفجيرات حيّ السيدة زينب في دمشق، وتسببت بمقتل ما يزيد عن 120 شخصًا في المنطقة ذات الغالبية “الشيعية”.
واستهدف انفجاران مستشفى الصدر، فيما وقعت الانفجارات الثالثة الأخرى قرب مقام السيدة زينب في سوق الخضار.
كما تبنى تنظيم “الدولة” المسؤولية عن الهجمات.
تفجير السيدة زينب “الأول”
تسببت الهجمات التي طالت مناطق قريبة من مقام “السيدة زينب” في العاصمة دمشق، والتي وقعت بتاريخ 31 كانون الأول، بمقتل نحو 60 شخصًا، أغلبهم من مقاتلي الميليشيات الشيعية.
وتمّ التفجيران بوساطة انتحاريين فجرا نفسيهما بحزامين ناسفين، ما أدى إلى دمار وتخبّط أمني في المنطقة التي شهدت حينها أول هجوم انتحاري.
كما أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” في اليوم ذاته، مسؤوليته عن التفجيرين.
باص اللبنانيين
الحادثة الأولى التي استهدفت الوجود “الشيعي” في العاصمة دمشق، كانت في مطلع العام 2015، حين استهدف تفجير بعبوة ناسفة حافلة لزوار لبنانيين قرب قلعة دمشق.
وتسبب التفجير بمقتل ستة من الزائرين اللبنانيين وجرح نحو 20 آخرين.
وكانت فصائل في المعارضة المسلحة أعلنت أنها المسؤولة عن “الاختراق الأمني الأول من نوعه في العاصمة”، بعد العملية.