الجولان ..عقبة مستقبلية ام شر لابد منه
عنب بلدي – العدد 91 – 17/11/2013
شامل الجولاني
أن من أكثر الأمور ريبة لدى شريحة أبناء الجولان الذين نزحوا من أراضيهم بعد حرب 67 والذي أصبح عددهم الأن ما يقارب 700 ألف نسمة هي أن سوريا الحديثة، سوريا ما بعد الثورة، هل ستضع في حسبانها موضوع الأراضي المحتلة وتعيد طرح الموضوع في المحافل السياسية والمؤتمرات الدولية أو حتى أعادتها مهما كلف الأمر ولو لجأ الأمر لحرب، أم أنها ستكون سوريا رهينة إملاءات سياسية تجعلها تجمح عن النظر بموضوع الأراضي المحتلة.
حال الشارع لدى أبناء الجولان والعديد من مثقفيه ونخبه يقول أن على الدولة السورية الجديدة إعطاء الوقت الكافي للبت بموضوع مستقبل أراضي الجولان المحتل أو إعادة تأليب المجتمع الدولي حتى تنهض الدولة من أعبائها وتأخذ على عاتقها أولويات ذات أهمية أكثر، وهي تكوين دولة مترامية الأطراف وإعادة أعمار البلاد.
بعد أن انخرط أبناء الجولان في مجتمعاتهم الجديدة المحدثة، وتأقلموا بها بعد مرور ما يزيد عن 40 عامًا، أصبح ارتباطهم الجغرافي بتجمعاتهم التي استوطنوا بها في ريف دمشق ودمشق ودرعا، حيث لو توجهت الدولة السورية الجديدة لتحقيق تنمية في تجمعاتهم السكنية التي تعيش واقع مرير في رفع مستوى المعيشة وتحقيق مشاريع حيوية وخدمية والاهتمام بالتعليم وتوليته مع الجانب الطبي تركيز في مناطقهم، لكان هذا من باب سد الصدع ورأب الهوة بين أبناء الجولان وباقي شرائح الوطن من جهة، ولأعطى للدولة السورية الحديثة عذرًا جليًا في تأخير لمنحها فرصة انتهاز الوقت المناسب لموضوع استعادة الجولان، مع التذكير أنهم الفئة الأكثر فقرًا في سوريًا، والتي عانت تهميشًاممنهجًا، وأدت الحاجة الشديدة عندهم بسبب ظروف النزوح لخلق بعد اجتماعي وطبقي مع باقي فئات الشعب السوري.
لكن لن يكون الأمر سيان، أن تعود أراضي الجولان أو قسم منها، على الأقل، سواء بطريق المفاوضات أو عن طريق الحرب أو حيث التلميح الحاصل الآن من خلال إنشاء ميلشيات مقاومة أسوة بأغلب الدول الغير مستقرة أمنيًا، حيث جرت العادة أن يخلق جناح عسكري مستقل عن أوامر السلطة المركزية غالبًا ما يكون مرتبطًا بأجندات سياسية، ومدعومًا من دول تحاول استخدامه كورقة ضغط في نزاعاتها السياسية، وهذا ما يحصل الآن في منطقة الجولان، حيث تحرص العديد من دول المنطقة على مد أذرع لها لمساومات سياسية خاصة بها، لتحركها في أوقات محددة تتناسب مع مخططاتها أو لعرقلة أحداث دولية لا تصب بمصلحتها، وكل الخشية من أي صراع داخلي يكون محوره موضوع الجولان بين سلطة مركزية يكون هدفها الأول بناء سوريا وبسط سيادة على الأراضي السورية، وبين مجموعات لا تنطوي تحت رقابة السلطة المركزية، إما لأسباب ومعتقدات معينة دون وجود بعد نظر أو سياسة محددة أو جماعات تنفذ إملاءات خارجية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :