لماذا ارتفعت وتيرة التوتر بشكل متسارع؟
تركيا تصعّد وتنتقل إلى القانون الدولي في وجه هولندا
أعلن وزير العدل التركي، بكير بوزداغ، انتقال بلاده إلى مرحلة القانون الدولي، بما يخص ما وصفها بـ “الانتهاكات” في حق الوزراء، من قبل دول الاتحاد الأوروبي.
وتأتي التصريحات في خضم التصعيد مع أوروبا، لا سيما هولندا، التي منعت هبوط طائرة وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أغلو، ودخول وزيرة الأسرة، فاطمة صايان قايا، إلى سفارة بلادها في روتردام.
“عليهم النظر إلى قامتهم أولًا”
وأكّد بوزداغ من خلال لقاء مع قناة “24”، أن تركيا لن تسمح لأحد كان التلاعب بكرامة البلاد، مشددًا على استخدام حقهم وفق القوانين الدولية.
ومن المقرر عقد جلسة الوزراء في أنقرة، حيث يتوقع نقاش آخر التطورات بين تركيا وأوروبا، بالإضافة إلى ما يمكن عمله في إطار القانون الدولي حيال الانتهاكات تجاه تركيا، وفق الوزير.
وترجمت عنب بلدي عن صحيفة “ستار” التركية، اليوم الاثنين، 13 آذار، أن بوزداغ قال “الدول التي تقيس قامتها مع تركيا، عليها النظر إلى قامتها أولًا”.
هولندا: طلب تركيا “جنوني”
وذكرت شبكة “CNN Türk” أن أنقرة استدعت اليوم، قبل قليل، القائم بالأعمال الهولندي، للمرة الثالثة، في ظل التوتر الذي تشهده البلدين.
كما طلبت أنقرة اعتذارًا “خطيًا” من قبل الجهات المسؤولة الهولندية.
في حين كانت هولندا اعترضت في وقت سابق اليوم على أي اعتذار في سبيل تهدئة الأزمة بينهما، واصفةً طلب تركيا “بالجنوني”.
لماذا تزايد التوتر بسرعة؟
بعيدًا عن القرارات والتصعيد المتسارع بين الطرفين، يشرح أحمد هاكان، كاتب صحفي في صحيفة “حرييت” التركية، أبعاد التوتر.
لولا تزامن الانتخابات في هولندا والاستفتاء في تركيا، لما عشنا أي من هذه الأحداث في يومنا هذا، وفق ما كتب هاكان في مقالته اليوم، تحت عنوان “لماذا هولندا ونحن نفعل هذا؟”.
وتشهد تركيا منتصف نيسان مرحلة “حرجة” من الاستفتاء على دستور جديد، وانتقال إلى نظام حكم جديد، رئاسي عوضًا عن البرلماني.
وتابع هاكان في مقدمة مقالته، أن أصوات “نعم” و”لا” تكاد تكون متساوية، مشيرًا إلى أن كلمة “نعم لم تنهال كالمطر بعد”.
ويرى الكاتب أن الحكومة تحتاج إلى شيئين أساسييّن في هذه المرحلة بهدف الحصول على أصوات “نعم”، ألا وهي “المظلومية المستعجلة”، و”توحيد الصفوف”.
وهنا يعتقد الكاتب أن تركيا تمكنت من تلبية احتياجاتها على غير المتوقع، من خلال تصعيدها مع أوروبا، التي ساهمت عبر “قلة أدبها” و”فاشيتها” في تنفيذ غاية تركيا دون أن تشعر.
الأمر الذي جعل تركيا تصرّ على التصعيد، ما جعلها تظهر بموقف “المظلوم”، وبالتالي حصولها على أصوات “كزخ المطر”، بغض النظر عن المواقف الأساسية لأصحاب هذه الأصوات.
نظرية “اربح.. اربح”
من جهة أخرى يرى الكاتب هاكان، أن هولندا تمر بمرحلة انتخابات حرجة، يوجد في طرفها رجل “فاشي” يميني متطرف، مشبهًا إياه بـ “دراكولا، وبلا مشاعر… رجل سياسي يحارب الإسلام، ويرفض منارات الجوامع، ويطلب مغادرة الأجانب”.
وفي حال سمحت هولندا للمسؤولين الأتراك بالترويج للاستفتاء في بلادهم، هذا معناه أن “الفاشي سيقيم الدنيا ويقعدها، وبالتالي سيربح في الانتخابات”.
ولهذا السبب تحديدًا ولعدم السماح لـ “فاشي” بالربح، تتبع الحكومة الليبرالية، أسلوبًا “فاشيًا”، سالكةً نظرية “اربح-اربح” (نظرية وين وين).
“الهولنديون الذين يعيشون بيننا”
من جهة أخرى، يستنكر عبد القادر سلفي، كاتب “حرييت”، و”يني شفق” سابقًا، وجود ما وصفه بـ “الهولنديين الذين يعيشون بيننا”.
وذلك في إشارة إلى الأتراك الذين يحملون الجنسية الهولندية ويعارضون الحكومة لمجرد المعارضة.
وقال سلفي، المقرب من دائرة القرار في أنقرة، إن “كرههم لأردوغان عمى قلوبهم.. وجعلهم يتفوقون على الهولنديين في تصعيدهم ضد الحكومة التركية، وقبول الذل لبلادهم”.
وكان أتراك- هولنديون أرسلوا للأتراك المجتمعين أمام مبنى القنصلية التركية في هولندا، اعتراضًا على تصرف هولندا تجاه حكومتهم، رسائل كتب فيها “لا تنسوا كيف أنكم جئتم يومًا تعانون الجوع والبطالة إلى هنا”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :