عَقد المنتدى العالمي للإنسانية مؤتمرًا، اليوم الجمعة 10 آذار، أعلن خلاله العاصمة التركية اسطنبول “عاصمة للإنسانية”.
ونظّم المؤتمر بالتعاون مع بلدية اسطنبول، ومؤسسة “تيكا”، و”آفاد”، والهلال الأحمر التركي، في اسطنبول.
الفعالية الدولية جاءت لتكريم تركيا على “الأعمال الإنسانية حيال اللاجئين على أراضيها”، وشارك فيها شخصيات من منظمات إغاثية ومدنية، إضافةً إلى نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي.
وتضمن “إعلان اسطنبول” مواضيع مختلفة حول الجهود والحلول والمعايير لتوصيل المساعدات الإغاثية والإنسانية للاجئين.
وأشارت الشخصيات الرسمية القائمة على المؤتمر إلى فعاليات وأنشطة ستنظّم في اسطنبول آب المقبل، إضافةً إلى فعاليات مركزية وشهرية وإصدار دراسات علمية عن العمل الإنساني التركي.
لمعالجة “الفواجع الإنسانية”
وفي حديث إلى عنب بلدي، قال رئيس مؤسسة قرطبة للبحوث في لندن، الدكتور أنس تكريتي، إن “هدف المؤتمر العالمي للإنسانية هو أن ندفع من خلاله دول العالم القادرة إلى رفع مستوى أدائها، لأجل معالجة الفواجع الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، والتي تعد الكارثة السورية أكبرها”.
وأضاف تكريتي “الحديث حصرًا في الجانب السياسي والإرهاب والأمن لا يكفي، التحدي الذي يواجه البشرية جميعًا هو تحدي الإنسانية والكوارث الطبيعية أو التي يصنعها الإنسان، وعلى الدول القادرة أن تقدم الدعم وتزيد من مستويات تقديم الدعم الإنساني”.
واعتبر رئيس المؤسسة الإنسانية أنه “يجب إظهار هذه الفواجع ومن وراءها… توجد مصائب وحروب وقمع وتهجير وقتل يجب أن ينكشف من وراءه، والدول التي تتشدق أنها قدمت بضعة ملايين لخدمة سوريا من جانب آخر تقف وراء من يقتل… هذا له اعتبار كبير”.
فاطمة الرشيدي عضو الأمم المتحدة في المجال الإنساني من الكويت، أكدت خلال كلمتها في المؤتمر أن “دولًا كثيرة لم تسمح بتقديم المساعدات الإنسانية بالحجم الذي قدمته تركيا، كما لم تفسح المجال أمام منظمات المجتمع المدني لتقديم أي نوع من المساعدات”.
وأوضحت الرشيدي “لدينا استبيانات من كافة دول العالم عن حجم المساعدات الإنسانية المقدمة، وضمن المعطيات التي خرجت منها تبين أن تركيا في المركز الأول في هذه العملية، بـ 26% من الدخل القومي التركي”.
أقطاي: اسطنبول استحقت هذا الاسم
نائب حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، أشار خلال المؤتمر أن “تركيا من أكثر الدول التي تقوم على تقديم المساعدات، إذ أنفقت 400 مليون دولار على الأمور الإنسانية”.
وتستحق اسطنبول اسم “عاصمة الإنسانية”، بحسب أقطاي، فهي “رائدة إنسانيًا بالاشتراك مع مؤسسات العمل المدني”، مضيفًا “سيسهم هذا الإعلان بتطوير الأنشطة والفعاليات للاجئين على أراضي تركيا… 25 مخيمًا في تاريخ الإنسانية بتركيا من أفضل المخيمات الدولية”.
وبدأ مسلسل اللجوء إلى تركيا مع الأشهر الأولى لانطلاق الثورة ضد النظام السوري، آذار 2011، واتخذها السوريون ملجأ من القصف والعمليات الأمنية والعسكرية المستمرة حتى الآن.
وقدمت الحكومة التركية والمنظمات العاملة على أراضيها خلال السنوات الست أشكالًا متنوعة من الدعم الإنساني سواء المخيمات الحدودية، أو الحملات الشهرية الإغاثية التي تعمل عليها.
إلا أن الغالبية من اللاجئين السوريين باتوا يعانون من مشاكل الحصول على الأوراق الرسمية والتي تعد من أكثر الصعوبات التي يواجهونها.
النائب أقطاي أكد لعنب بلدي أن “التسهيلات في الأوراق الرسمية للاجئين السوريين في تركيا موجودة، ونحن ندرس هذه الموضوعات نظرًا للضعف في التواصل”.
وأضاف “توجد دراسات وبحوث عن اللاجئين على الأراضي التركية، ونسعى لحل كافة المشاكل التي تعترضهم، ونحن في موقف إيجابي… نسمع ونبذل كل الجهود”.
“نحن لا نقول لاجئين بل نقول ضيوف ومهاجرين، والشعب التركي يقدم نفسه الأنصار”، أضاف أقطاي، مؤكدًا “لانرى عدوانًا على اللاجئين في تركيا كما هو في أوروبا، التي تفتخر أنها من أمم الدعم الانساني”.
وفي بيان المؤتمر، أكّدت الأطراف الراعية على تنظيم فعالياتٍ في المرحلة المقبلة تستمر حتى آب 2017، إضافةً لفيلم وثائقي عن العمل الإنساني المقدم للاجئين، ومؤتمر علمي مهتم بالعمل الإغاثي لتقديم أوراق عمل على ما قدمته الحكومة التركية.
وتضمن الفعاليات بحسب البيان ماراثون، وسباق دراجات، وندوات علمية داخل تركيا للتعريف بأهمية العمل على القضايا الإنسانية، ودراسة إحصائيات واستبيانات في هذا المجال.
–