ذكرت صحيفة “الحياة” اللندنية اليوم، الخميس 9 آذار، أن إيران غاضبة من النظام السوري بسبب تباطئه بتنفيذ الاتفاقات الاقتصادية الموقعة بينهما.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين زاروا دمشق أن هناك “تحفظات داخل الحلقة الضيقة في النظام السوري، وتحفظات قدمها الجانب الروسي”، حول الاتفاقات.
وكان النظام السوري وقع في 17 الشهر الماضي، خمس اتفاقيات اقتصادية مع إيران، في مجالات الزراعة والصناعة والنفط والاتصالات والثروة الحيوانية، إضافة إلى التوقيع على خط ائتماني جديد بلغت قيمته مليار دولار.
منجم الفوسفات
أحد بنود الاتفاق بين النظام وإيران ينص على استثمار طهران حقول الفوسفات في المنطقة الشرقية، الواقعة جنوب غربي مدينة تدمر، والتي استعادتها قوات الأسد، الأسبوع الماضي، من يد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
الصحيفة قالت إن “روسيا لم تكن مرتاحة لاتفاق الفوسفات في منطقة تعتبرها ضمن نفوذها، وسط أسئلة عن أسباب تبادل السيطرة على تدمر بين النظام والتنظيم”، إضافة إلى أن “المنطقة يمكن أن تكون في المستقبل ممرًا لأنابيب غاز تفكر إيران في مدها إلى سواحل المتوسط”.
المشغل الثالث
الاتفاق الثاني بين النظام وطهران نص على إدخال مشغل خليوي ثالث إلى سوريا إلى جانب “سيرتيل وmtn”، عبر شركة “MCI”، وهي شركة تابعة لشركة الاتصالات الإيرانية، وتحتكر شبكة الهاتف الثابت في إيران.
وكان مدير موقع “syria-report” الاقتصادي، جهاد يازجي، قال في مقال له إن “الشركة تدير مجموعة شركات من بينها شركتا Mobin Trust Consortium وToseye Eatemad Mobin وهما تتبعان للحرس الثوري الإيراني”.
وأفادت صحيفة الحياة أن “الشركة الجديدة تقسم إلى ثلاث حصص، 40% لشركة ورجال أعمال من إيران، و40% لرجال أعمال وصندوق دعم الشهداء، و20% للمؤسسة العامة للاتصالات”.
الصحيفة أكدت أن الخلاف ظهر بين طهران والنظام حول تنفيذ الاتفاقية وخاصة فيما يتعلق “بخدمة التجوال بين شبكات الهاتف النقال داخل سوريا وخارجها، وإقامة البنية التحتية والعائدات التي تريدها طهران لسداد ديونها على دمشق”.
كما أكدت أن متنفذين في دمشق اعترضوا على تقاسم حصص العائدات، إضافة إلى أن ذلك سيسمح لإيران بمراقبة الاتصالات السورية، بحسب باحثين، ما أثار تحفظات في دمشق وموسكو.
إيران تريد داريا
النظام السوري قرر إعطاء إيران خمسة آلاف هكتار من الأراضي لإقامة مشاريع صناعية وتربية الأبقار.
لكن الخلاف كان حول مكان الأراضي، بحسب الصحيفة، فالنظام اقترح أن تكون في الرقة معقل تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكن إيران تريدها بين مدينة داريا ومنطقة السيدة زينب معقل “التنظيمات الشيعية”.
وكان الباحث الاقتصادي، يونس الكريم، قال لعنب بلدي إن إيران عملت على اختراع كذبة وجود مقام “السيدة سكينة” في مدينة داريا، من أجل جذب المواطنين والتجار الإيرانين، وتملكهم لعقارات في داريا وما حولها، ومشاركتهم في مشروع تنظيم المزة 66، الذي يقع ملاصقًا للسفارة الإيرانية بشكل مباشر. وتشرف عليه.
وأكدت الصحيفة أن روسيا تدخلت لإجراء تغييرات في المشروع للحيلولة دون إجراء تغيير ديموغرافي.
روسيا تقطع الطريق
في حين نص الاتفاق الرابع على إعطاء دمشق طهران ألف هكتار لإنشاء مرافئ للنفط والغاز على البحر المتوسط، ومن بين المقترحات ميناء بانياس في طرطوس التي أصبحت معقل الجيش الروسي.
وكان النظام السوري وقع اتفاقية مع حليفته روسيا حول توسيع قاعدة طرطوس البحرية واستخدامها لمدة 49 عامًا.
ونصت الاتفاقية على توسيع مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي في طرطوس، كما تسمح الاتفاقية بوجود نحو 11 سفينة حربية روسية في الميناء في آن واحد، الأمر الذي قطع الطريق على طهران.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أن طهران طالبت النظام بضمانات سيادية لقروضها المالية ومساهمتها العسكرية في سوريا.
وأكدت الصحيفة أن عدم رضا طهران عن تنفيذ الاتفاقات الموقعة، أوقفت تصدير المحروقات إلى سوريا ما خلق أزمة محروقات، الشهر الماضي، لكن الأزمة انتهت بوصول ناقلات نفط من دول لم يحدد النظام مصدرها، لكن ناشطين قالوا إنها من الجزائر.
–