قرآن من أجل الثّورة 91
عماد العبار – الحراك السّلمي السّوري
- تفعيل العقل
{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (سورة الأنبياء، 7) الآية تدفعك إلى السؤال بهدف الوصول بك إلى المستوى الذي تكون فيه من أهل الذكر، بينما سيستعملها البعض لإقناعك بأنّك لا تعلم وكأن هذا هو قَدَرك المحتوم، وما عليك سوى أن تدور في فلك أشخاص محددين. السؤال هنا هو مجرّد مرحلة في رحلة تبدأ بالقراءة والبحث والتفقّه الذي يطلبه منك النص القرآني كي تصل في النهاية لمرحلة أهل الذكر، فتكون مؤهلاً لأداء دورك على الشكل الأمثل. أن تسأل إن كنت لا تعلم فهذا لا يعني أن يكون عدم معرفتك بالمسائل الضرورية حالة طبيعية، فالطبيعي أن تعلم، أو أن تتعلم لكي تعلم، لا أن تصبح الآية وسيلة لتكريس جهلك وتمحورك حول أشخاص آخرين. عجيب كيف يستطيع العقل أن يجعل النص الذي جاء لتفعيل دور العقل وسيلة لتعطيله!
- الهجرة
تمثّل الهجرة تلك اللحظة التي ترمي فيها الماضي بعد أن تقوم بكل ما يتوجّب عليك القيام به. عند لحظة الرحيل تلك تظن أنك أقرب ما يمكن إلى الهزيمة أمام النتائج الواقعية المحكومة بقوانين التاريخ، ولكنك في تلك اللحظة من تقبّل الهزيمة تكون قد حققت نصرًا عظيمًا مستواك الداخلي. الهجرة هي أن تقوم بما يجب القيام به، أن تتوقّع الهزيمة، أن تكون مستعدًا للرحيل تاركًا الماضي بكل حمولته وراءك، ثم أن تملك العزيمة للمضي وحيدًا في طريق جديد، شاق وطويل، وحين تتعب تتذكّر قوله وهو يهمس لصاحبه «ما ظنك باثنين الله ثالثهما»
{إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا * فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ * وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} (سورة التوبة، 40)
- التغيير
بإمكانك أن تصنع التغيير في بيئته المناسبة، ولا تبالي إن زرعت الفكرة في واد غير زرع، فالصحراء عمومًا لا توجد إلا في مخيّلاتنا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :