قنديل ضاهر (ترجمة بتصرف)
«أن لا تفعل شيئًا خير من أن تكون مشغولًا دون أن تفعل أي شيء» حكمة صينيّة.
هدفنا هنا أن نقترب بحياتنا من البساطة ما أمكن، لتكون أجمل وأفضل وأكثر إنتاجًا مع راحة للذهن والجسد ونحقق هدفنا في الحياة… السعادة.
من أهم العقبات الموجودة أمام البساطة في ذهننا اليوم هي «أنا مشغول»، نسمع هذه الجملة كثيرًا في اليوم، من الجميع، كل واحد فينا يردّد على الجميع «مشغول، ماني فاضي».. ثم تراقب ماذا يفعل في وقته، هو حقًّا مشغول ولكنّه –حقيقةً- لا يفعل شيئًا.
توقف على كونك «مشغول» وسترى أن نصف واجبك من عمل أو دراسة انتهى.
تأمّل كيف نحن مشغولون اليوم، وكيف أصبحت طريقة للتباهي: «أنا مشغول.. إذًا أنا مهم».
«عندي مليون شغلة لأعملها! لا أملك الوقت لأيّ شيء أبدًا! لا أستطيع أن أتوقّف، أن أبطئ حتى؛ أنا مشغول جدًا». غالبًا سيكون هذا أمرًا جيّدًا في المجتمع حيث يجب أن تقوم بعمل ما وتنتج شيئًا.
ولكنْ للأسف، كلمة «مشغول» في وقتنا الآن لا تعبّر إلا عن الفوضى والضجيج، الأفعال دونما فائدة، وغالبًا الكثير من الأشياء غير المهمّة وغير المفيدة أمام القليل من المفيد الضروريّ.
يجب أن تقرّر اليوم قطع حالة «مشغول» من حياتك. وتبدأ بحالة متاح في معظم الوقت. وحالما تفعل ذلك ستجد أن لديك نصف الوقت الضائع سابقًا. قرّر أن تبطئ قليلًا ولا تتسرع وركّز على ما هو مهم وضروريّ فقط، لتجد أن جدولك اليومي يتقلص بشكل كبير وتبقّى فيه بعض الأشياء الضروريّة حقًّا.
ولكنْ هناك مشكلة واحدة؛ كيف ستتوقّف حقًّا عن كونك مشغولًا؟ فكّر قليلًا بهدوء.. ستجد أن الأمر صعب، فذلك الأمر مستحيل أن ألغيه، وتلك الساعة يستحيل أن أستغني عنها، وتصفح الشبكات الاجتماعيّة بات أمرًا لا جدال فيه، والحديث واللهو مع الأصدقاء لابدّ منه!.. انتظر قليلًا فالأمر بسيط جدًا وأنت لا تزيده إلا تعقيدًا… فكّر بهدوء مرةً أخرى وقرّر مباشرة أنك ستكون حرًّا في تقرير الضروري وغير الضروري، وأنك لن تكون مشغولًا بعد الآن..
تخيّل الآن…
سأقلّص تصفحي للشبكات الاجتماعيّة ساعة في اليوم، سأقلّص محادثاتي إلي النصف، سأقطع علاقتي بهذا وذاك فليس هناك سوى الإلهاء وإضاعة الوقت، ببساطة هذه 3 ساعات يوميًّا إضافيّة في حياتك.
ربما يبدو ذلك صعبًا للبعض، ولكنّك حالما تقرّر أنْ تضع حدًّا لحالتك المشغولة والمتوتّرة هذه، ستجد الأمر ممكنًا وتكون قد خطوتَ الخطوة الأكبر باتجاه تبسيط يومك وحياتك.
الآن يمكنك أن تفعل ما تحب وما أنت شغوف به، أنْ تقوم بما هو مهم حقًّا. في الثلاث الساعات التي زادت لديك، يمكنك أن تأخذ قسطًا من الراحة، وتتمرّن لعشر دقائق، وتعزل نفسك وتعطيها بعض الوقت، لتقرأ كتابًا تحبّه ولم تكن تجد له الوقت، ولا تنسَ أن تصلي وتدعو لنفسك.
توقّف عن جعل نفسك مشغولًا، وستجد أنّك أنهيت نصف عملك.