أصدرت النيابة العامة في مدينة دوما قرارًا، الأربعاء 8 آذار، يقضي بإغلاق مكتب مجلة “طلعنا عالحرية”، بالتزامن مع إعلان إدارة معبر “باب الهوى” الحدودي منع دخول المجلة وتوزيعها في الشمال “المحرر”.
ويأتي القرار على خلفية مقال نشرته المجلة في العدد 86، بتاريخ 21 شباط الماضي، بعنوان “يا بابا شيلني” للكاتب شوكت غرز الدين، احتوى ألفاظًا مسيئة للذات الإلهية.
المجلة، وعقب انتقادات طالت نشرها للمقال، حذفته من موقعها الإلكتروني على الفور، وأصدرت توضيحًا اعتذرت من خلاله لمتابعيها، وجاء فيه “نعتذر عن النشر، وعن عدم فهمنا للمسألة بهذه الطريقة، وبناءً على هذه الرؤية تم حذف المنشور من موقع وصفحات المجلة، وطلبنا إيقاف توزيع ما بقي من النسخ المطبوعة، والتي تم توزيع قسم منها بطبيعة الحال”.
ليلى الصفدي، رئيسة تحرير المجلة، نشرت بيانًا عبر صفحتها في “فيس بوك”، أوضحت من خلاله مسؤوليتها الكاملة عن نشر المقال، وأسفها واعتذارها الشديد لذلك.
وشددت الصفدي على أن “سياسة المجلة منذ بداياتها وطوال سنوات صدورها، تقوم على مبدأ احترام الأديان ومشاعر المؤمنين في كل مكان”، مشيرة إلى أن “نشر المادة كان غلطة ومخالفًا لسياسة التحرير، وأدى إلى خلاف نعمل على إصلاحه ضمن كوادر المجلة”.
لكن ذلك لم يكن كافيًا من وجهة فصائل معارضة، فأصدرت نيابة مدينة دوما، التابعة فعليًا لـ “جيش الإسلام”، قرارًا يقضي بإغلاق مكتب “طلعنا عالحرية” ومكتب “شبكة حراس الطفولة” ومجلة “حراس الطفولة” التابعة للشبكة، ومكتب التنمية ومركز توثيق الانتهاكات.
كذلك ووفقًا لمعلومات حصلت عليها عنب بلدي، فإن النيابة أصدرت قرارًا باستدعاء مدير تحرير “طلعنا عالحرية”، أسامة نصار، في إطار السعي لإخضاعه والمجلة للقضاء.
لكن نصار كان أوضح في بيان المجلة قبل أيام اعتراضه أساسًا على نشر المقال، وقال “كمسلم، مؤمن بالله الواحد القادر، أعتقد أن لا أحد ولا شيء في العالم باستطاعته أن يسيء لله تعالى، وإن ظن أنه يفعل… وأشعر أن على الداعين إلى الله أن يطمئنوا طالما كانت الطروحات المضادّة زبدًا على هذا القدر أو ذاك من الرداءة”.
وتشهد مدن الغوطة الشرقية حاليًا، وفق مصادر عنب بلدي، حملةً لإيقاف عددٍ من مكاتب المنظمات المدنية، بذريعة أنها مسؤولة عن نشر المجلة.
إدارة معبر “باب الهوى” الحدودي، والتابعة لـ “حركة أحرار الشام”، أصدرت بدورها قرارًا يقضي بمنع دخول المجلة إلى سوريا من معبر باب الهوى، ورفع دعوى قضائية ضد “طلعنا عالحرية”، والكاتب شوكت غرز الدين.
لكن إدارة المعبر، التي سبق لها إيقاف أعداد من مجلات وصحف أخرى لأسباب تعتبرها “شرعية”، لم توضح من هي الجهة القضائية التي سترفع إليها الدعوى.
صدرت “طلعنا عالحرية” مطلع عام 2012، وانبثقت عن “لجان التنسيق المحلية” في سوريا، قبل أن تستقل عنها مطلع عام 2014، وشهد صدورها انقطاعات متكررة لأسباب أبرزها غياب الدعم.