سياسيون وعسكريون ينشقون عن “هيئة تحرير الشام”
عصفت موجة من الانشقاقات بـ”هيئة تحرير الشام” خلال الساعات الـ24 الماضية، وسط تساؤلات كثيرة طرحت عن الهدف الذي تعمل من أجله، مع إشعالها معارك ضد فصائل معارضة شمال سوريا.
شرعيان يخرجان من “الهيئة”
أولى الانشقاقات جاءت أمس، الاثنين 6 آذار، حين أعلن الشيخ عبد الرزاق المهدي، خروجه من “الهيئة”، عازيًا السبب “لأنني غير قادر على رفع ظلم أو إعادة الحق لصاحبه”، في إشارة إلى ما يجري من مواجهات بين “تحرير الشام”، و”حركة أحرار الشام الإسلامية”.
“ازدادت هذه الأيام تجاوزات تصدر عن أفراد ينتسبون لتحرير الشام”، وفق المهدي، الذي قال إن الكثير من أصحاب الحقوق طالبوه بردها، ووضعوا اللوم عليه، “لذلك رأيت لزامًا أن أخرج من هيئة تحرير الشام”.
ووفق معلومات عنب بلدي، فإن انشقاق المهدي عن “الهيئة” تزامن مع انشقاق الشيخ عبد الحليم عطون، الشرعي فيها، والذي حرم الانضمام إليها، “لما تقوم به من بغي على الفصائل ورفض التحاكم للشرع”.
انشقاقات أخرى شهدتها “الهيئة” اليوم، وأسفرت عن إعلان عضوين سياسيين من “حركة نور الدين الزنكي”، المنضوية تحت راية “تحرير الشام”، انشقاقهما “لانحراف بوصلته عن أهداف الثورة”.
وشمل الانشقاق كلًا من عضو المكتب السياسي في “الزنكي”، ياسر إبراهيم اليوسف، وبسام حجي مصطفى، عضو المكتب، وفق بيان مقتضب نشره اليوسف على حسابه الشخصي في “فيس بوك” قبل ساعات.
انشقاقات عن “نور الدين الزنكي”
“أصبحت المشاريع وآخرها الاندماج تيهًا على تيه”، وفق بيانٍ مشترك للعضوين، وتضمن “لم يكن لنا رأي أو قرار في الاندماج(انضمام الزنكي إلى هيئة تحرير الشام)، لذلك بعد تعاظم الفوضى نعلن أننا سنترك ونلجًأ ما خرجنا إليه وعم علم ثورتنا ومبادئها وأفكارها”.
تتزامن الانشقاقات مع توتر وتصعيد تشهده مناطق عدة في ريف إدلب، عقب هجوم “تحرير الشام” على مقرات “أحرار الشام” في المنطقة، وسيطرت خلاله على بعض النقاط.
وبحسب مصادر عنب بلدي فإن “أحرار الشام” تطوق حاليًا معمل الغزل، الذي سيطرت عليها “تحرير الشام” قبل أيام، داعية عناصر “الهيئة” لتسليم أنفسهم، في محاولة منها لاستعادته.
وأعلنت خمسة فصائل مقاتلة في الشمال السوري، نهاية كانون الثاني الماضي، الاندماج تحت مسمى “هيئة تحرير الشام”، أبرزهم “جبهة فتح الشام” و”حركة نور الدين الزنكي”، بقيادة القيادي في “الأحرار”، هاشم الشيخ.
أصل الخلاف
شهدت الفترة الماضية انشقاقات عن “أحرار الشام” وفصائل أخرى، لتنضم إلى “تحرير الشام”، بينما اندمجت فصائل من “الجيش الحر” مع الحركة، على خلفية هجوم “فتح الشام”،المنضوية في “الهيئة” على فصائل “الحر” شمال سوريا.
عزت “تحرير الشام” أمر التوتر مع “أحرار الشام”، إلى أن الأخيرة “تفشل الاندماج وتختلق الأعذار الواهية التي تفضي إلى إعادة الأمور إلى نقطة الصفر”، وفق بيان نشرته صباح اليوم.
ووفق ما نقلت مصادر مطلعة إلى عنب بلدي، فإن “أبو محمد الجولاني”، القائد العسكري في “تحرير الشام” حاليًا، اقترح خلال اجتماعات دراسة الاندماج نهاية العام الماضي، أن يكون قائدًا عسكريًا لكيان واحد مع باقي الفصائل.
وطالب “الجولاني” بأن يتسلم العتاد العسكري الذي تملكه، وهذا أحد الأسباب الرئيسية لرفض الاندماج مع “فتح الشام”، الذي كان مسؤولها العام قبل انضوائها في “الهيئة”.
وأكدت المصادر أن اعتراض “الأحرار” على الطرح، جاء من مبدأ أنها اعتبرت ما طلبه الجولاني يأتي من “ثقافة التغلب”، بمعى الهيمنة العسكرية على الشمال السوري.
وهذا ما ظهر “جليًا” من خلال الهجمات التي تستهدف فيها “تحرير الشام”، مقرات “أحرار الشام” وفصائل أخرى عاملة في المنطقة.
ووفق مراقبين فإن الأيام المقبلة ستشهد انشقاقات مماثلة عن “الهيئة”، التي يتهمها ناشطون بالعمل على مشروعها الخاص، بعيدًا عن مبادئ الثورة، “وتسعى إلى الفنتة والغلو”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :