عنب بلدي – العدد 90 – الأحد 10/11/2013
وقال العكيدي -الذي يعتبر من أبرز القادة العسكريين في الجيش الحر- في بيان له نشره يوم الأحد 3 تشرين الثاني إثر سقوط السفيرة في الريف الشرقي لحلب: «نتيجة لتعنت البعض عن الاستجابة للدعوة إلى التوحد ورصّ الصفوف والتعالي عن الأنا والغرور… فإنني أعلن تنحيّ وتقديم استقالتي من قيادة المجلس العسكري الثوري في حلب».
وعزا العكيدي أسباب استقالته إلى تخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت المعارضة، والصراع على الأرض بين «أمراء الحرب».
واتهم المجتمع الدولي بالتآمر على الثورة السورية على العلن بقوله «أسقطت هذه الثورة آخر الأقنعة عن وجه المجتمع الدولي، فأسفر عن دمامة وجهه وقباحة قيمه ومدى تآمره على هذا الشعب وهذه الثورة».
وحول موقفه من المعارضة السورية وصفها بأنها تمثل نفسها فقط، «أما أنتم الذين نصبتم أنفسكم أولياء على هذا الشعب ممن تسمون أنفسكم مجازًا بالمعارضة، فنقول لكم هنيئًا لكم فنادقكم ومناصبكم، والله إنكم بالكاد تمثلون أنفسكم»، واتهم المعارضين بالتهاون بالدماء والسعي وراء المناصب «فما كان منكم إلا التهاون بالدماء وعدم الارتقاء إلى مستوى المسؤولية؛ شتات ووهن واستكانة ولهث وراء المناصب تنفيذا للأجندات وشراء للولاءات».
من جانبه لم يعترض المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي المقداد على استقالة العكيدي واكتفى بوصفه بأنه «شخصية ثورية هامة في الحراك الثوري في سوريا، وكنا لا نتمنى إقدامه على هذه الخطوة، غير أننا نحترم قراره».
وأوضح مقداد في تصريحات لوكالة الأناضول التركية، أن العقيد «وإن كان قد ترك المنصب، إلا أنه سيظل باقيًا في العمل الثوري داخل سوريا».
بدوره اجتمع المجلس العسكري الثوري في حلب يوم الاثنين، واختار العقيد عبد السلام حميدي قائدًا مؤقتًا خلفًا للعكيدي، وأكد المجلس في بيان أنه «سوف يتابع مهامه على جميع الجبهات، ويقوم بالواجب الموكل إليه».
وتأتي الاستقالة بعد أيام من سقوط مدينة السفيرة الاستراتيجية بيد قوات الأسد بعد عام كامل على تحريرها، وسط تبادل الاتهامات بين كتائب من المعارضة بخذلان مقاتلي السفيرة.
ويحظى العكيدي بشعبية كبيرة في الأوساط السورية، اكتسبها بتواضعه للمقاتلين ومشاركته في معارك مفصلية في تاريخ الثورة السورية، مثل معركة القصير وتحرير مطار منغ العسكري.
يذكر أن العقيد انشق عن الجيش السوري النظامي في 19 أيار 2012، وقاد معركة حلب التي بدأت في حزيران 2012، وسيطر الجيش الحر حينها على عدد كبير من أحياء المدينة؛ ليتولى بعد ذلك قيادة المجلس العسكري في المحافظة، كما أنه أعلن استقالته من مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة أركان الجيش الحر في حزيران 2013.