أيهم الطه – دير الزور
بعد أن طغت الانشقاقات العسكرية على ساحة الأخبار، وكذلك أخبار المعارك العسكرية التي تجري في مختلف أجزاء الأرض السورية، غابت عنا أخبار الانشقاقات المدنية. كما أن تطور الأوضاع على أرض المناطق المحررة طرح العديد من الاشكاليات في وجه المنشقين بمختلف انتماءاتهم الوظيفية في ظل تخبط كبير يعيشه الوضع العسكري، وخلافات حول شكل الدولة القادمة مع التنظيمات المتواجدة على الأرض، ما سبب غياب مثل هذه الانشقاقات واختفاء أخبارها.
مدينة دير الزور التي شهدت الكثير من الانشقاقات المدنية وصلت إلى هرم السلطة بانشقاق رياض حجاب رئيس الوزراء، تعود اليوم إلى واجهة الأحداث بالإعلان عن تسجيل رقم قياسي بأكبر عملية انشقاق غير عسكري بتاريخ 27 تشرين الأول 2013. حيث أشار مصدر في الاتحاد الرياضي الحر إلى أن المنشقين من داعمي الحركة الثورية يتقدمهم مهيدي، إضافة إلى كوكبة من أبرز نجوم العصر الذهبي لنادي الفتوة أبرزهم محمود حبش هداف الدوري السوري ونادي الفتوة سابقًا ومهند السالم ورغدان شحادة لاعب نادي الجيش والمنتخب الوطني والفائز ببطولة الدوري عدة مرات، بالإضافة لعدد من لاعبي فريق الفتوة الحاليين يتقدمهم أكثم ومعمر وماهر الهمشري وأحمد الخالد ومحمود الخالد وفاتح العمر، وعبد الله السلمان لاعب نادي الجزيرة.
كما ضمت قائمة الرياضيين المنشقين التي أعلن عنها الكابتن وليد مهيدي عددًا من اللاعبين القدامى من أبرز أندية المنطقة الشرقية من بينهم: حارس مرمى نادي الجهاد بسام النوري وحافظ السهو لاعب نادي الميادين بالإضافة لعدد من الإداريين واللاعبين من مختلف الألعاب، والذين ينتمون لمعظم أندية المنطقة الشرقية. وأعلن المهيدي الذي يعكف ومجموعة رياضيين على تشكيل فرع الاتحاد الرياضي السوري الحر في دير الزور انشقاق قرابة 100 من أبرز رياضيي المنطقة الشرقية، إذ يرغب هؤلاء بإعادة الحياة والأمل الى نفوس السوريين باستمرار انهيار هذا النظام، وهو ما يؤكده فارس العيسى أحد الرياضيين في مدينة دير الزور بالقول: «نحن نريد إعادة تفعيل العمل المدني في ظل العسكرة القاسية التي يعاني منها المجتمع السوري وحيث أصبح المدنيون إما مشردين في أرجاء الأرض أو صامتين في بلدهم وتضائل دورهم».
ويقول أحمد النوري، وهو رياضي آخر: «نحن نريد أن نرفع اسم بلدنا عاليًا ونجعل من سوريا الحرة منارة لجميع البشر، فثورتنا في الأساس ثورة حياة وبناء، لقد عانى الرياضيون طويلًا في ظل النظام الأسدي، حرموا من حقوقهم ومن القدرة على التعبير عن آرائهم ومواقفهم مما يجري في بلدهم، وحيث أهملت الرياضة وهمش الرياضيون وأهملت المنطقة الشرقية بشكل كبير، وذلك لأسباب غير معروفة». ويتابع النوري، «لطالما شكلت الرياضة داعمًا قويًا للحياة المدنية والثورة السورية وأبطالها الذين يعتبرون نجومًا ولهم الكثير من التقدير في نفوس قسم كبير من الشعب». فيما يرى إعلاميون أن هذا الانشقاق خطوة مفيدة وتعيد للمواطنين روح الثورة الأولى فهي ثورة بناء وحياة ودليل على استمرار الشعب في ثورته رغم كل الصعوبات الدولية والمحلية التي يواجهها السوريون.
على صعيد آخر، يشهد الوضع الأمني في مدينة دير الزور تدهورًا كبيرًا في الأحياء المحررة من المدينة والتي عاشت طوال عامين من الثورة السورية في أمان جزئي، حيث تشهد حالات من الخطف والاغتيال التي تستهدف الناشطين وكتائب الجيش الحر في مشهد سريالي يكاد يوحي بعودة نظام الأسد بشكل أكثر وحشية وعنفًا وملاحقته لمن ثار ضده والانتقام منهم.