بعد كتابه “ثقافة حرة”، يناقش الكاتب الأمريكي لورنس لسيج، في كتابه “نحو ثقافة إبداعية جديدة”، قوانين الملكية الفكرية بصيغتها الحالية، وأثرها على تشارك وإنتاج المعرفة.
ويرى المؤلف أن القوانين الحالية تشجع على استهلاك المنتجات الثقافية دون الحث على المشاركة بإنتاجها، وهذا ما ينعكس على ثقافة الجيل الناشئ وقدراته الإبداعية.
يقع الكتاب في قرابة 300 صفحة موزعة على ثلاثة أجزاء، الأول بعنوان الثقافات، وفيه يناقش البعد الأخلاقي لتجريم تشارك المعرفة، وإطلاق أحكام جنائية على أفعال من قبيل التنزيل المجاني لمحتوى محميّ على الإنترنت، طارحًا العديد من الأمثلة القضائية بحكم عمله كمدرّس للقانون في جامعة هارفرد.
ويقول “إن تجريم جيل بأكمله هو ثمن باهظ للغاية كي ندفعه مقابل أي غاية مهما كانت، وهو بالتأكيد ثمن باهظ للغاية مقابل منظومة حقوق تأليف ونشر صيغت قوانينها منذ أكثر من جيل مضى”.
أما في ثاني أجزاء الكتاب وهو الاقتصادات، يطرح لسيج أفكارًا بديلة لنماذج ربح لا تعتمد على احتكار المعرفة وتقييدها، بل إتاحتها عبر نوع من الاقتصاد الهجين، ما بين الاقتصاد التجاري والاقتصاد التشاركي، فالفنانون والمؤلفون بحاجة لحوافز تدفعهم نحو الإبداع، ويمكننا صياغة منظومة تقوم بذلك الأمر تحديدًا دون الاضطرار لتجريم أبنائنا.
بعد مناقشة الأبعاد الثقافية، وطرح حلول اقتصادية هجينة، يتحدث لسيج في الجزء الأخير من كتابه “تمكين المستقبل”، عن تحرير القدرة على الإبداع، وبناء مستقبل لعالم من الكيانات الهجينة التي لا يتناقض فيها تشارك الإبداع وإنتاجه مع الربح، لكنّ مستقبلًا كهذا يحتاج خطط عمل لجعله واقعًا، عن طريق تغييرات في القانون، وفي طريقة تفكيرنا حيال التشارك.
الكتاب من ترجمة أسامة فاروق حسن ونشر مؤسسة هنداوي عام 2014، وهو متاح مجانًا على الإنترنت.
اقتباس من الكتاب:
“ما المعنى الذي تقدمه للمجتمع عندما ينشأ جيل كامل فيه، يُنظر إلى أفراده على أنهم مجرمون”.