خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
- قراءة حكاية الطفلة شام
عمر شام اليوم 12 يومًا، لكنها أكملت منها 10 أيام فقط، ولدت خديجة شام (قبل أوانها) بـ 8 أسابيع لكنها أرادت الحياة بقوة حتى أتى يومها التاسع، عندها أُصيبت بزرقة وصعوبة في التنفس، حمل أباها المخبري على أخذها إلى مشفى ميداني في ريف درعا. «ما رأيك»؟ سأل صديقي طبيب الأطفال عبر الانترنت بعد أن شرح لي حالتها الطبية وبينما نحن نتناقش قال لي: «عندما رأيتها بهذه الحالة لم أستطع إلا أن أضع أنبوب التنفس في حنجرتها لكنني تذكرت بعد لحظة أننا لا نملك جهاز تنفس اصطناعي فقمت بنزع الأنبوب». تصارعنا أنا وشام والطبيب مع الموت على مدى يومين بين طبيب يمارس عمله الميداني وآخر جافاه النوم يفكر فيها، قرر صاحبي أن يعيد وضع الأنبوب ليعمل الأب هذه المرة منفسة يدوية. «وضع شام يسوء!. هل لديكم هذا الدواء؟ … لا … ماذا عن ذلك التحليل ؟….لا …. وذلك الإجراء؟ هل تظننا في كندا يا دكتور؟!!! نحن في مشفى ميداني؟…. تلت ذلك لحظة صمت وعجز وتسليم اخترقت بظلها الكئيب بعد المحيطات واستقرت في قلبيهما: أنت عملت اللي عليك أخي .. ما عاد فينا نساوي أكثر من هيك…. ثم اقترب الموت ليقبل شام في هدوء ويترك العويل للأحياء!
شام طفلة خديجة ولدت بعمر 30 أسبوعاً وتوفيت بعمر 10 أيام في عالم يعيش فيه أطفال أصغر بكثير، شام حكت قصة الحرب والمعاناة والحيف في يومين! {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ * وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} (سورة الأعراف، 6-7)
- الحرج والطاقة
لا يمكن أن يكون هناك في الدين شيء «يسحب» منك طاقتك أبداً أبداً. {مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (سورة الحج، 78)، حتى مجرد إحساسك بشيء بسيط يضايقك والضيق سحب طاقة من الجسم. إن لم تسعد بالدين أو بعبادة الله فاعلم أنك تعبد الله بشكل خاطئ.