اعتقال تركيا لمراسل صحيفة ألمانية يشعل انتقادات واسعة
بدأ ناشطون وصحافييون ألمان حملة تواقيع لإطلاق سراح دنيز يوجال، مراسل صحيفة “دي فيلت” (DW) الألمانية في تركيا.
معلومات مالية تخص صهر أردوغان
وكان المراسل التركي- الألماني اعتقل أمس بقرار عدلية “تشاغلايان” في إسطنبول، بتهمة “الترويج للإرهاب وتحريض الشعب على الكراهية والحقد”، بحسب صحيفة “ديكان” التركية.
ويأتي الاعتقال بعد احتجازه لمدة أسبوعيّن متتاليّن، بسبب أخبار كتبها تتعلق بمعلومات مالية تخصّ برات البيراك، وزير الطاقة، وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان.
وكان قناص إلكتروني يدعى “رد هاك”، تسلل إلى حساب الوزير الإلكتروني وسرب معلومات حول أمواله، في تاريخ 23 أيلول عام 2016.
“حرروا دنيز”
وأنشأ ناشطون ألمان موقعًا خاصًا تحت اسم “حرروا دنيز” (freedeniz.de)، مشيرين إلى المادة (19) من بيان حقوق الإنسان العالمي.
وكتب في الموقع المذكور باللغتيّن التركية والألمانية “لكل شخص حرية التعبير عن آرائه، ويجب عدم تعرضه للمضايقات بسبب ذلك”.
ولوحظ أن أغلبية المشتركين في حملة التواقيع لتحرير يوجال، من الصحافيين الألمان.
وجمعت الحملة نحو ألفي توقيع إلى الآن، ويمكن المشاركة فيها، عبر موقع “تشينج.أورغ”.
لقاء مع جميل بايق
وتبين أن المحكمة وجهت إلى يوجال أسئلة حول أخبار تتعلق بمقابلات أجراها مع زعماء حزب “العمال الكردستاني” (PKK).
حزب “PKK” تصنفه تركيا وأمريكا على أنه “إرهابي”، وتخشى تركيا من أفكاره “الانفصالية”، وتعتبره تهديدًا لأمنها ووحدة أراضيها.
وكان يوجال أجرى لقاء صحفي مع جميل بايق، أحد المؤسسين الخمسة للحزب، ورئيس مجلس إدارة حزب “KCK” التابع للـ “PKK”.
كما اتهمته المحكمة بالتحريض والترويج لحزبي “PKK” و”KCK”، خلال أخبار يكتبها في زاويته اليومية تتعلق بالشعب الكردي، وفق صحيفة “وطن”.
ميركل: غير متوازن
ولم تقتصر موجة الغضب حيال اعتقال يوجال على ناشطين ومغردين، بل كانت على مستويات سياسية رفيعة أيضًا.
أنغيلا ميركل، المستشارة الألمانية، اعتضرت أمس، على أمر اعتقال يوجال، ووصفته “بغير متوازن”، و”مخيب للآمال”، وفق “ديكان”.
تركيا: ليس قرارًا سياسيًا
من جهته، صرّح وزير العدل التركي، بكير بوزداغ، اليوم، أن قرار الاعتقال “ليس سياسيًا”، مشيرًا إلى أن “المحكمة التركية اتخذته بشكل مستقل”.
وذلك في لقاء صحفي عقد برفقة الأمين العام لمجلس “الاتحاد الأوروبي”، ثوربيورن ياغلاند، في فرنسا.
في حين غرّد متين كولونك، نائب حزب “العدالة والتنمية” عن إسطنبول، عبر حسابه “تويتر”، معبرًا عن دعمه لاعتقال يوجال.
فقال “مراسل (دي فيلت) دنيز يوجال، صحفي تنكر بزي ناشط ليروج لحقوق (PKK) ضد هذه الدولة”.
Die welt Tr.muhabiri Deniz Yücel Pkk’nın hukukunu bu ülkeye karşı propaganda aracı yapan aktivist kimliği içine gizlenmiş sözde gazetecidir pic.twitter.com/C1QAvdgUCd
— Metin KÜLÜNK (@mkulunk) 1 Mart 2017
استدعاء السفير التركي
ولم تقتصر حملة الاعتراضات على المستشارة والصحافيين الألمان، بل دخلت رابطة “الحقوقيين” الألمان على الخط أيضًا.
وأفادت الرابطة الألمانية أن قرار اعتقال يوجال “إشارة جديدة على انهيار (دولة الحقوق) التركية”، وفق صحيفة “دويتشة فيله” الألمانية.
واستدعت الخارجية الألمانية السفير التركي هناك للاستفسار، منددةً باعتقاله.
الصحافة ليست “جريمة”
وندد صحافييون آخرون أتراك وأجانب باعتقال يوجال، واعتبروه ضد حرية التعبير.
وغرّد جان دوندار، رئيس تحرير صحيفة “جمهورييت” التركية السابق، الذي اعتقل لأخبار تتعلق بشاحنات المخابرات التركية إلى سوريا في 2014.
وقال دوندار معترضًا على قرار الاعتقال “دنيز يوجال وقف إلى جانبنا في نوبة سجن (سيلفري). والآن حان دورنا للوقوف إلى جانبه”.
Deniz Yücel bizim için Silivri nöbetindeydi. Şimdi o kapının arkasında.Ve onun özgürlüğü için çabalama sırası bizde.. pic.twitter.com/oApfyBdcd7
— Can Dündar (@candundaradasi) 1 Mart 2017
وذلك في الإشارة إلى مرحلة اعتقاله وصحفي آخر، إذ اتهما حينها بذات تهمة يوجال “الترويج للإرهاب وتحريض الشعب على الكراهية”.
كما غرّد الصحفي الإيطالي، غيانلوكا كوستانتيني، بالقول “الصحافة ليست جريمة”.
Journalism Is Not a Crime! Deniz Yücel @welthttps://t.co/K5ktj2uyqc #FreeDeniz #Turkey @amnesty @amnestyitalia @DanBilefsky @candundaradasi pic.twitter.com/VfaIAjjZx4
— Gianluca Costantini (@channeldraw) 1 Mart 2017
وهذه ليست المرة التي يعتقل فيها صحفيون في تركيا لأخبار أو مقابلات أجروها، في إطار تهمة “الترويج للإرهاب والتحريض على الكراهية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :