“مفاوض سياسي ببزة عسكرية”، شخصية معارضة ظهرت في مفاوضات جنيف بين وفدي المعارضة السورية والنظام، للوصول إلى “أرضية واحدة للتسوية السياسية” في سوريا، برعاية قوىً دولية وإقليمية.
قائد “جبهة حمص”، “العقيد” فاتح حسون، غاب لأكثر من سنتين ليظهر مجددًا ضمن وفد “الهيئة العليا”، مقتحمًا العمل السياسي، ما طرح تساؤلات عدة على خلفية مشاركته المفاجئة والسبب الذي استدعى حضوره.
وجّه القيادي تصريحاته للنظام السوري، متوعدًا بالضغط العسكري، والوثائق التي تثبت تعامله مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ابن مدينة حمص و”المذخر السابق” لجبهات المدينة، حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية من الأكاديمية العسكرية العليا في دمشق.
وتنقل الضابط المنشق في عدة مناصب عسكرية، إذ عمل مساعدًا لرئيس هيئة الأركان في سوريا سابقًا، وقائدًا لجبهة حمص في “الجيش الحر”، كما شارك في تأسيس “حركة التحرير الوطنية” التي تحول اسمها لـ “تحرير الوطن” مؤخرًا، ومازال على رأس قيادتها، عدا عن توليه رئيس المجلس الثوري العسكري لمحافظة حمص.
خلال توليه للمناصب العسكرية المذكورة اُتّهم حسون بسرقة الذخائر والأسلحة المخصصة للجبهات العسكرية في مدينة القصير بريف حمص الغربي، ودير بعلبة وكفرعايا وجوبر وبابا عمر، إذ كان المسؤول الأول عن عملية إدخال الأسلحة والعتاد العسكري لعناصر “الجيش الحر”.
تنقل حسون في أحياء مدينة حمص لأكثر من سنة، لينتقل فيما بعد إلى ريفها الشمالي: الرستن، تلبيسة، الوعفراني، الغنطو، وتبدأ “رحلاته في الاختطاف”.
وتحدثت مصادر من مدينة حمص لعنب بلدي أن اختطاف حسون تكرر أثناء تواجده في الريف الشمالي لحمص، ليفرج عنه فيما بعد مقابل مبالغ مالية باهظة.
هذه العمليات التي طالت حسون، أثارت شكوكًا بحسب المصدر عن “تعامل واتفاق بين العقيد المنشق وخاطفيه”، في خطوة لـ “تقاسم المبالغ المالية في كل مرة”.
إلا أن عنب بلدي لم يتسنَ لها التأكد من المعلومات.
شارك “المفاوض” في معركة الجسد الواحد مع عدة فصائل عسكرية في ريف حماة الشرقي نيسان 2013، والتي انتهت بفشل الفصائل في تحرير الريف الشرقي للمحافظة وفك الحصار عن حمص المحاصرة.
كما كان له الدور الكبير في معركة “قادمون يا حمص” في أيلول 2013، والتي انطلقت آنذاك لفك الحصار عن مدينة حمص.
إلى جانب عمله العسكري وبالتزامن مع معركة “الجسد الواحد”، عمل فاتح حسون في “هيئة حماية المدنيين التي تتبع لـ “الجيش الحر” وحددت عملها في تلك الفترة في “المجال الخدمي والإغاثي والإنساني، وتحرير سوريا ونقلها إلى مصاف الدولة المدنية”، لينتقل فيما بعد إلى “فيلق الشام”.
في تشرين الأول 2016 ذكرت عدة مصادر إعلامية أن حسون عقد جملة من اللقاءات مع ممثلي الفصائل العسكرية الحمصية، بهدف الإعلان عن تشكيل جديد تحت مسمى “جيش حمص”.
إلا أن العملية قوبلت بالرفض من كل من: “فيلق حمص”، و”جيش التوحيد”، و”اللواء 313″، إذ اشترطوا إبعاده عن أي منصب قيادي، وشددوا على إشراك “حركة أحرار الشام” في التشكيل، والذي استبعدها حسون في لقاءاته الأولى.
لقاءات صحفية متكررة ورد فيها اسم حسون في الفترة الماضية، إلا أنه لم يظهر فيها على العلن كما هو الحال الآن بتصريحات سياسية وعسكرية موجهة للنظام السوري، وكعضو أساسي في العملية السياسية.
ووجه أمس، خطابًا للشعب السوري بشكل خاص، لكنّ ردودًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي اعتبرت أنه “طالما حسون في جنيف.. فنحن قادمون”، في إشارة إلى معركة “قادمون يا حمص”، التي تولى قيادتها، وفشلت.
لكنّ آخرين رأوا وجوده ضروريًا ليخاطب النظام السوري بلغته، وهو ما ظهر عليه أثناء مؤتمرٍ صحفي، أجاب فيه عن سؤال حول تفجيرات حمص، المتزامنة مع جنيف، بالقول “المنطقة التي يوجد فيها الفرع الأمني، هي منطقة أمنية خاضعة للمراقبة الدائمة، ولا يمكن أن تتم فيها أي عملية أمنية، إلا بتسهيلات من قوى أمنية أخرى تمتلك نفوذًا للوصول إلى قلب هذه المناطق”.