رجل “القاعدة” الثاني.. ماذا كان يفعل “أبو الخير المصري” في سوريا؟
عقب مقتله مع مرافقه، الأحد 26 شباط الجاري، إثر غارة جوية استهدفت سيارته قرب معسكر المسطومة في ريف إدلب، من قبل طائرة دون طيار، برزت تساؤلات حول ما كان يفعله الرجل الثاني في “تنظيم القاعدة”، “أبو الخير المصري” في سوريا.
وتحدثت وسائل إعلام عربية عن أن المصري عمل قياديًا في “هيئة تحرير الشام” المشكلة، حديثًا، إلا أن مصادر في “الهيئة” أكدت لعنب بلدي أنه “لم يكن ينتمي لا لها ولا لجبهة فتح الشام”.
لا صور واضحة تظهر شخصية “أبو الخير”، إلا أن اسمه الكامل، عبد الله محمد رجب عبد الرحمن، من مواليد شمال مصر عام 1957، وفق مصادر “جهادية”، وكان يلقب باسم “أحمد حسن أبو الخير”، وأدرجت الولايات المتحدة اسمه على قائمة الإرهاب عام 2005.
دخل المصري إلى سوريا قبل قرابة عامٍ من اليوم، وذكرت حسابات “جهادية” أنه كان مسؤولًا عن الأمور اللوجستية وتنقلات “عملاء القاعدة” ممن ينفذون مهامًا خارجية، باعتبار أنه عمل أواخر الثمانينيات ضمن مجموعة مناصري فكر “القاعدة” في مصر.
محطاتٌ مختلفة مرّ بها رجب، شملت كثيرًا من الدول أبرزها السودان، التي زارها مع الظواهري مطلع التسعينيات، ثم توجه إلى أفغانستان، ليلتحق بركب العاملين تحت جناح أسامة بن لادن.
شريف هزاع، الذي يصف نفسه بأنه “طالب علم مصري على أرض الشام” شمال سوريا، نعى “أبو الخير”، وكتب، في تغريدات عبر حسابه في “تويتر”، “رحم الله أبا الخير المصري، قال لي منذ أيام: أنا أنسى حمل مسدسي لأني أنتظر الاستهداف من الطائرة”.
اعتقلت السلطات الإيرانية رجب عام 2003، إلى أن أطلق سراحه في آذار من عام 2015، وتوقع كثيرون أن يكون خليفة للظواهري، ومنهم الاستخبارات الأمريكية.
وكانت الاستخبارات توقعت أن يصبح “أبو الخير” نائب الظواهري، عقب مقتل نائبه السابق، ناصر الوحيشي، في اليمن عام 2015، وهذا ما حصل فعلًا.
مصادر “جهادية” متطابقة تنبأت، وفق معلومات حصلت عليها عنب بلدي، أن “أبو الخير المصري” بدأ منذ وصوله إلى سوريا، بالعمل على تشكيل فرعٍ لتنظيم “القاعدة” هناك، ونشط عمله إلى جانب آخرين في ذلك، عقب فك “جبهة النصر”، (فتح الشام حاليًا) ارتباطها بـ “القاعدة” في تموز من العام الماضي.
وتحدثت المصادر عن أن رجب، عمل مع آخرين وأبرزهم إياد الطوباسي (أبو جليبيب الأردني)، وهو أبرز مؤسسي “النصرة”، وانشق عنها في آب من عام 2016، على تشكيل نواة جديدة لـ “القاعدة” في سوريا.
وأكد ذلك قياديون سابقون فيها، وعلى رأسهم صالح الحموي، صاحب حساب “أس الصراع في الشام”.
الحموي لم يذكر اسم “أبو الخير” ضمن عرّابي فكرة تشكيل الفرع، إلا أنه حدّد الأردني، وقال إنه يعمل مع “أبوخديجة الأردني” و”أبو هاجر الأردني”، بترتيب “أبو محمد المقدسي”، لسحب عناصر من “هيئة تحرير الشام”، إلى الكيان المرتقب الجديد، مؤكدًا “جاري أخذ البيعات على قدم وساق”.
ورغم ذلك فقد أكد باحثون في الحركات “الجهادية”، أن “أبو الخير” كان قياديًا مهمًا للظواهري وتنظيم “القاعدة”، مشيرين إلى أنه توجه إلى سوريا، “لتطوير العمليات القتالية لعناصر القاعدة، وتوفير الدعم اللوجستي لهم”.
الضوء الأخضر لفك الارتباط جاء على لسان “أبو الخير”، ودعا في كلمة صوتية، نهاية تموز الماضي، “جبهة النصرة للمضي قدمًا بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين، ويحمي جهاد أهل الشام واتخاذ الخطوات المناسبة”.
وجاء حديث نائب الظواهري بعد سلسة عبارات تمهيدية، أشار فيها إلى أن “العصور والأيام تختلف وتتبدل الأيام والمواقف، ونحيا مرحلة مباركة مشرقة من مراحل نهضة الأمة الإسلامية”.
وبموجب الكلمة الصوتية فإن قرار فك الارتباط جاء “بعد دراسة التنظيم لوضع الساحة الشامية من كلا الجانبين العسكري والسياسي، وما فيه من تحديات وصعوبات، في ظل معاناة وقسوة يعيشها أهل الشام”.
دفن “أبو الخير المصري”، ومرافقه هاني مصطفى مطر، في مقبرة ببلدة محمبل في ريف إدلب، إلا أن عبارة “يجب بذل كل الأسباب للحفاظ على الجهاد في الشام قويًا”، ما زالت تتردد في مسامع الكثير من محبي “القاعدة” ومنتقديها على حد سواء.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :