جريدة عنب بلدي – العدد 16- الأحد – 20-5-2012
تُرانا نستطيع أن نختصر جرائم الطاغية بجريمة واحدة، إنها السرقة، إذ يقتل شبابنا فيسرق بذلك حياتهم، ويسلب حق زوجاتهم من وجود ربّ أسرة يحمي الدار، وكذا يسرق من الأطفال أباهم، وإذ يطالعنا في قنواته الإخبارية الكاذبة بأبطالنا وقد أجبرهم على التفوّه بما تعجز ألسنتهم عن قوله حتى وهم صامتون، فيسرق بذلك حقهم بالتمسك بالحق وقول الحقيقية، وعندما يفسق أمام الرأي العام العالمي والدولي ويدّعي أنه ينفّذ بنود كل اتفاقية لحل الأزمة في بلاده، فإنه يسرق حق العدالة، وكذا تقف إحصائيات تدنّي الموارد في سوريا وارتفاع الأسعار كمؤشر حقيقي على سرقة النظام لخيرات بلادي، وعندما يعتقل أحد الأحرار فإنه يسرق حريته، ويسلب أسرته الحق في أميرهم الذي يعتلي كرسي حياتهم، فيحرم ذاك الأمير من الاستمرار بدعم الثورة، إذ يغيّبه شهورًا وشهور، فتمر سنة على اعتقال بعض أحرار بلدتي، لتقسم داريا على الله الأماني أنها ستستمر بثورتها لتسترد كرامة أبنائها.
ويعقد كل مخلص العزم أن يضع بصمته في سجل ثورة كرامتنا، فيأبى أن يمر ركب الثورة دون أن يلتحق به، وإذ تتحفنا حلب باستجابتها لكلمات وهتافات العتب التي تلقتها من المدن الأخرى الثائرة، فيحفل ركب الثورة لهذا الأسبوع بما تعجز الحروف عن وصفه، فقد هزت ثورة كرامتنا وتر عود حلب الرنان الذي لا يغيب عن ذاكرتنا بكل ما يحمل في جعبته من ألحان، ثم ليحرك أبطال جامعات حلب الأشجان بإبداعاتهم، وبصبرهم الذي ولد عنه المعجزات، ووجه رسالة إلى أهالي دمشق وقد أخفى معانيها وراء الكلمات، رسالة لكل حي ليس به صمم، علّ هذه الألحان الحلبية النابعة من صميم صوت ابنها البار صلاح الدين، والممزوجة بياسمين الشام ستكون بلسمًا نداوي به جراح المدن المنكوبة، والمناطق المكلومة التي لم تلتئم جراحها، وما زالت تقطر دمًا وكرامة.