عنب بلدي – العدد 89 – الأحد 3/11/2013
يرى معارضون أن سبب سقوط السفيرة يعود إلى لعبة توازنات بين أصدقاء المعارضة وحلفاء الأسد، مستدلين بذلك على إيقاف تدفق الأسلحة عبر الحدود التركية إلى مقاتلي الجبهات.
لكن سقوطها ينذر حقيقة بانكسار شوكة مقاتلي المعارضة، بعد تفرق فصائلها، وبسبب تبعيتها للدول الداعمة، إذ أثبتت المعركة أن النفوذ التي تحاول فصائل من المعارضة بسطه في المناطق المحررة، لن يكون منطلقًا لمؤازرة الجبهات المحتدمة أو تحرير مزيد من المواقع، طالما أن كل فصيل نفذ أجندات داعميه، بغياب التنسيق المباشر واستراتيجية واضحة تجمع المقاتلين في خندق إسقاط الأسد.
ويبدو أن سقوط السفيرة في نفوس السوريين سبق سقوطها جغرافيًا، لتزامنه مع تخريج دفعة من مقاتلي «الأمن العام» اختصت في حماية القيادات العسكرية والسياسية، وتبادل «البيعات» بين التنظيمات الإسلامية وعشائر الشمال السوري، إضافة إلى التضييق على حريات المواطنين، في حين تُرك مقاتلو السفيرة يقاومون هجومًا مفتوحًا من ثلاثة محاور قرابة شهر، رغم أن الطريق إليها كانت مفتوحة على المناطق التي تعد اليوم مخزونًا كبيرًا للأسلحة النوعية والذخيرة بعد خروجها من قبضة الأسد قبل عام كامل.
في المقابل يوظف جيش الأسد مقاتلي حزب الله وأبو الفضل العباس وضباط الحرس الثوري الإيراني في خدمة استراتيجيةٍ مُحكمةٍ مركزيةِ القرار، ما يبقيه متماسكًا بعد 47 ألف قتيلًا في صفوفه.
سيناريو القصير المدوّي تكرر اليوم في السفيرة الحلبية، وسابقًا في الخالدية عاصمة الثورة، والذيابية في الريف الدمشقي، وإذا لم يستفد الثوار من كل هذه الدروس، فإنهم يضعون الثورة السورية في مقتل.