بالتنسيق مع مديرية التربية "الحرة"
“مجد الشام” تكفل مدارس للنازحين من حماة في ريف إدلب
إدلب – طارق أبو زياد
لطالما تساءل منير عبد الكريم، أبٌ لثلاثة أطفال، عن إمكانية تأمين مدارس لمتابعة أطفاله تعليمهم، عقب نزوحه من مدينة طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي، إلى ريف إدلب، حتى وجد في مدارس “مجد الشام” الخيرية ضالته.
بدأت المدارس العمل خلال الفصل الأول من العام الدراسي الحالي، 15 أيلول الماضي، بعد إعادة تأهيل أبنيتها، ووفق القائمين على جمعية “مجد الشام”، التي تدير المدارس، فإن الهدف الرئيسي من إنشائها، يعود إلى النزوح المتكرر لأهالي ريف حماة.
انشغال عبد الكريم بتعليم أطفاله رغم النزوح، جاء من رؤيته بأن تهيئة الجيل المقبل “ركن أساسي كي تستمر الثورة، ولبناء سوريا بعد الحرب”، معتبرًا في حديثٍ إلى عنب بلدي أن “التعليم والعلم أهم من الطعام والشراب”.
ويختلف باسل أبو العيون، نازحٌ من طيبة الإمام إلى ريف إدلب الجنوبي، مع عبد الكريم، إذ يعتبر أن مشروع المدارس رغم أهميته وضرورته، “ليس أولى من تأمين المسكن والمشرب والمكان المناسب للعيش، متسائلًا “ما فائدة العلم إن كان الطفل سيموت من البرد؟”.
رغم رؤيته المختلفة عن كثيرٍ من النازحين الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم، إلا أن “أبو العيون” يُثني على “مجد الشام”، لافتًا إلى ضرورة التنسيق بين الجمعيات التي تدعم النازحين، “إن تولت الجمعية القسم التعليمي، فلتضع أخرى على عاتقها تأمين الخيام والتدفئة ومتطلبات النزوح الأخرى”.
ست مدارس تكفلها “مجد الشام“
يعتبر مؤيد الحموي، المشرف التربوي في الجمعية، أن خطوة إنشاء المدارس جاءت كون الطلاب هم “الحلقة الأضعف”، في خضم الأحداث التي تعصف بسوريا، مشيرًا “منذ تأسيس منظمة مجد الشام الخيرية قبل أعوام، حملنا على عاتقنا مساعدة وغوث السوريين في الشمال السوري، من خلال مشاريع تنموية تحمل سمة الاستدامة والخيرية”.
وتُنسّق “مجد الشام” مع مديرية التربية والتعليم”الحرة” في حماة، التي تتبع للحكومة المؤقتة، من خلال مذكرة تفاهم، رعت من خلالها كفالة الطلاب ضمن ست مدارس تتبع للمديرية، بعضها في ريف حماة، وأخرى للنازحين في ريف إدلب الجنوبي.
طالب وطالبة1500
تضم المدارس قرابة 1500 طالب وطالبة، خمسٌ منها لطلاب مرحلة التعليم الأساسي، وواحدة تضم كافة المراحل بما فيها الإعدادي والثانوي، وتلاميذ المرحلة الابتدائية.
مر الفصل الدراسي الأول “على أكمل وجه”، وفق الحموي، رغم بعض الصعوبات التي تمثلت بحملات القصف المستمر، واستهداف المدارس في ريف إدلب، ما خلف حالة من الخوف بين الطلاب وذويهم في آن واحد.
وتستمر المدارس باستقبال الطلاب والتلاميذ حتى اليوم، ويقول الحموي إنها “حققت سمعة جيدة خلال الفصل الأول”، آملًا بإمكانية كفالة مدارس أخرى في الأيام المقبلة “للمساعدة في تعليم الطلبة الذين يستحقون المزيد من الدعم حتى الوصول بهم إلى ما يتمنونه”.
تنقسم المدارس الست التي تكفلها “مجد الشام” إلى قسمين، ثلاث منها تضم النازحين من ريف حماة، بينما تُخدّم المدارس الأخرى أهالي المناطق التي تنتشر فيها، وفق مدير الجمعية، معتز أبو عدنان.
ويقول مدير الجمعية “إن الخدمات التي توفرها المدارس الست متماثلة، من خلال التجهيز والكادر التدريسي والإداري، إضافة إلى خطة العمل التي تسير وفقها، معتبرًا أن مشكلة النزوح تؤثر على الطلاب بشكل مضاعف بين التعليم ونمط المعيشة”.
ليست جمعية “مجد الشام” الوحيدة التي اهتمت بتعليم الطلاب النازحين، إذ دأبت بعض المنظمات والجمعيات الخيرية، على احتواء الطلاب والتلاميذ من نازحي المعارك الأخيرة في ريف حماة الشمالي، والتي أرغمت عددًا من العوائل على النزوح نحو المناطق المجاورة هربًا القصف.
ويجمع ذوو الطلاب على ضرورة توزيع الأدوار بين الجمعيات العاملة في المنطقة، على أن تتنوع مشاريعها بين الإغاثة والرعاية الصحية والتعليمية، “ما يجعل الأمر منظمًا بشكل أكبر ومفيدًا في الوقت ذاته”، على حد وصفهم.
https://www.youtube.com/watch?v=piYLRE1LPug
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :