عنب بلدي – الغوطة الشرقية
“بعد أن استشرت الإشاعة في مجتمع الغوطة، كان من الضروري الحديث بشكل مطول عن الأمر”، يقول الإعلامي أسامة المصري، واصفًا الندوة الحوارية، التي احتضنها منتدى “زيتون” للحوار في سقبا بالغوطة الشرقية، الخميس 23 شباط، بأنها “قيّمة وممتازة”.
المحاضرة حملت عنوان “الإشاعة وآثارها السلبية في المجتمع”، نوقش خلالها أثر الإشاعة على الفرد والسياسيين والعسكريين ومجتمع الغوطة ككل، وشارك فيها ممثلون عن الهيئات الرسمية والمدنية، ومثقفون من معظم مدن وبلدات الغوطة، طارحين أفكارهم وآراءهم في حوار تشاركي.
ويرى المصري في حديثٍ إلى عنب بلدي، ضرورة في التعريف بـ”الإشاعة السلبية”، وكيفية انتقالها ضمن المجتمع من خلال الإعلام والناس بشكل عام، داعيًا المنتدى لتنظيم محاضرات متكررة في السياق ذاته “نظرًا لأهميتها”.
“الإشاعة تحمل أفكارًا ملوثة“
حامد عيسى، الحقوقي والباحث في علم النفس والاجتماع، أدار المحاضرة، يقول إن الإنسان تقوده أفكاره التي توجه سلوكه، “فإن كانت تلك الأفكار ملوثة بالإِشاعات وغيرها، فهذا يصنع أفعالًا تحقق إرادة العدو، وهذا خطير جدًا باعتبار أن الأخير يهدف إلى تدمير من يواجهه”.
ويرى عيسى، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن الموضوع يحمل أهمية عالية، متمنيًا العمل على إنشاء مراكز أبحاث لفحص الخبر والإشاعة وتوعية الناس، “كي لا يعيشوا في بيئة خصبة تؤثر عليهم وتؤدي بهم إلى الهزيمة”.
ورغم الإمكانيات المحدودة المتوفرة في الغوطة، “هناك أساس لبناء مراكز أبحاث، في حال أردنا ذلك، إذ يمكن العمل عليها بشكل مبسط ونسبي قدر المستطاع لمواجهة الموضوع والحد من آثاره”، وفق عيسى.
“سلوكيات خاطئة” تستوجب التغيير
لم يكن الحضور كبيرًا، إذ حضر قرابة 35 شخصًا، وحضرت الندوة الحوارية بعض النساء المثقفات في الغوطة، وإحداهن ندى هارون، الاختصاصية في التربية وعلم النفس، وتقول إن المحاضرة كانت ممتعة ومفيدة في الوقت ذاته.
وترى هارون أن المعلومات التي طرحت عن الإشاعة “بناءة وهادفة”، ومن الضروري إجراء لقاءات أخرى للنقاش، معتبرةً في حديثٍ إلى عنب بلدي، أنه “حتى إن لم نتوصل لحل يحسم الموضوع، إلا الحوار من أجل الوصول فهو المطلوب، وهذا يتطور من خلال تنمية ثقافة الحوار وتبادل الأفكار، وليس فقط التركيز على المادة العلمية”.
وتأتي أهمية المحاضرة كونها “تلامس شيئًا داخلنا ومطلبًا أساسيًا بالنسبة لنا”، وفق هارون، وتضيف “الإشاعة واقع من أرض الغوطة وأثرها النفسي بالغ جدًا، كما أننا نحمل سلوكيات خاطئة كثيرة يجب تغييرها”.
فكرة طرح موضوع الإِشاعة رغم قدمه، جاء تزامنًا مع شائعات يتناقلها أهالي الغوطة، بخصوص ما يجري في حي القابون، وفق هيثم البدوي، مدير الوحدة السياسية والاجتماعية في منتدى “زيتون”.
ويقول البدوي إن الأمر جلب موجة من الإشاعات الداخلية بين مختلف شرائح مجتمع الغوطة، ما أدى إلى انعكاسات سلوكية تجلت في الإقبال المتزايد على شراء المواد الغذائية وزيادة أسعار المحروقات، “وهذا ما دعا إلى نقاش الإشاعة وتأثيرها على الأفراد”.
وزّع المنتدى أكثر من ثلاثة آلاف بطاقة إلكترونية كدعوات، شملت المنظمات العاملة في الغوطة، ويوضح مدير الوحدة أن محاور المحاضرة، “وضعت بأسلوب تشاركي مع المحاضر باعتبارها واقعية”، مشيرًا إلى ضرورة دراسة التصرفات التي تنتج عن تناقل الشائعات.
ويرى أهالي الغوطة الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم، أن الحضور القليل نسبيًا، يأتي وسط صعوبات مختلفة أبرزها القصف المستمر، وهذا ما سيلقى حلًا بدءًا من الشهر المقبل، وفق القائمين على منتدى “زيتون”، من خلال توفير باصات في مدن وبلدات الغوطة، تقل الراغبين بحضور الندوات الحوارية في المنتدى.