آدم وحواء.. من مذكرات معتقل
عنب بلدي – العدد 89 – الأحد 3/11/2013
في تلك الزنزانة المقفرة من أدنى مقومات الحياة –كما يقول المعتقل أحمد- باتت أحلام النوم واليقظة وكذا الفلسفة وردنا الصباحي والمسائي، نجلس نحّدث بعضنا عما يراودنا من أفكار أو حتى خزعبلات، ونتفنن في إطلاق العنان لخيالنا ليرسم لنا مشاهد مختلفة تقينا بأس الاعتقال ومرارته.
«آدم وحواء» عنوان لنقاش طال في عتمة زنزانتنا، في ظل فراق غالبيتنا لزوجاتهم أو صديقاتهم أو حتى عشيقاتهم، واختلفنا كثيرًا، واشتدت وتيرة النقاش حدًّا لا يطاق، وأذكر أـن غالبيتنا كنا متفقين بأن العلاقة بين آدم وحواء يشوبها الكثير من سوء التفاهم والنظرة المغلوطة من قبل كل منهما اتجاه الآخر، والأسوأ من كل ذلك أن نظرة كل منهما للآخر باتت لا تتعدى النظر إلى الشكل، ومن خلاله يبني كل منهما نظرة مسبقة عن الآخر، وللأسف أيضًا فإن الجنس هو الشغل الشاغل، وهو يعني في أحيان كثيرة كل شيء بالنسبة لهما.
فوسائل الإعلام –كما يتابع رامي صديق أحمد- بكل أشكالها قد ساعدت على تصوير المرأة على أنها جسد مثير هدفها الإيحاءات الجنسية لا أكثر، ليقع آدم ضحية تلك الثقافة المغلوطة، ويغدو البعض منهم غير قادرين على رؤية المرأة بأنها إنسانة أكبر من كونها مجرد «جسد».
إضافة إلى الكبت الذي تربى عليه آدم وحواء –كما أردف صديقهما هاني- والبيئة التقليدية جدًا التي ينشؤون فيها، فتكبر حواء وهي لا تعرف عن آدم أكثر مما رأته في المسلسل أو الفيلم الفلاني، ويبقى آدم بالنسبة لها ليس أكثر من عالم غريب وغامض تأكلها الرغبة في اكتشافه، فإما أن يكون ذلك بطرق علمية من تربية صحيحة وقراءة واطلاع وصداقات حسنة، أو بطرق ملتوية وشاذة وصدقات تأخذها إلى مداخل البنايات أو المواقع الجنسية التي تجد فيها ضالتها لفترة، لتشعر بعدها بالضياع.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :