قوات الأسد تصعّد حملتها على القابون.. هل يصمد الحي؟
تستمرّ قوّات الأسد باستهداف الأحياء الشرقية من العاصمة دمشق، بالتزامن مع انطلاق محادثات جنيف الرامية إلى التوصل لحل سياسي في سوريا، بين المعارضة والنظام السوري.
وأفاد ناشطون في الحيّ، أنّ القصف بصواريخ “فيل” ازدادت وتيرته صباح اليوم، السبت 25 شباط، على أحياء القابون، برزة، وتشرين، والتي من المفترض أن تكون ضمن هدنة مع قوات الأسد.
وتسبب القصف بتدمير عدد كبير من المنازل في الأحياء، دون وقوع ضحايا مدنيين، وكانت فرق الدفاع المدني في الحيّ أعلنت جاهزيتها الكاملة لإسعاف المصابين، والبحث عن المفقودين تحت الأنقاض.
تصعيد القصف على الأحياء الشرقية للعاصمة، يستهدف بحسب ما أكّد الناشط الإعلامي عدي عودة، دفها باتجاه توقيع تسويات مع قوات الأسد، وتهجير الأهالي، وذلك في إطار مساعي النظام لإفراغ محيط العاصمة دمشق من مقاتلي المعارضة.
عودة، أوضح أنّ الأهالي ومقاتلي المعارضة في حيّ القابون، أكّدوا رفضهم التوصل إلى تسوية مع قوّات الأسد، الأمر الذي دفع بالأخيرة إلى زيادة وتيرة القصف.
ووصلت حصيلة الضحايا في حيي القابون وتشرين، منذ يوم السبت الماضي، إلى نحو 50 قتيلًا، أغلبهم من المدنيين، فيما أعلن الدفاع المدني عن مقتل أحد العاملين في صفوفها، وإصابة آخر.
ولم يقتصر قصف قوات الأسد على صواريخ “فيل” وقذائف المدفعية، إذ استهدفت الطائرات الحربية أمس، الجمعة 24 شباط، حيّي تشرين والقابون.
ويعد حي القابون، من المناطق التي تشهد هدوءًا نسبيًا، منذ أن توصلت فصائله والنظام السوري إلى هدنة فيه، مطلع عام 2014، وكان اتفاق التهدئة في الحي شهد خروقات بالجملة من قبل قوات الأسد، إلا أنها اقتصرت على القصف المدفعي والصاروخي.
وتنص بنود الهدنة الموقعة على وقف إطلاق النار بين الطرفين، انسحاب الجيش النظامي من كل أراضي برزة، إطلاق سراح معتقلي الحي من سجون النظام، إعادة الخدمات إلى الحي وإصلاح البنى التحتية، فتح الطرقات الرئيسية في الحي والسماح بعودة الأهالي بعد إصلاح الخدمات، الجيش الحر يسيّر أمور المنطقة بشكل كامل دون تسليم عناصره أو سلاحه.
وكانت نتيجة هذه الهدنة هي عودة آلاف المدنيين من سكان حيي القابون وتشرين إلى منازلهم بعد إثر هدنة مماثلة في برزة، لتصبح الجبهة المحاذية للمتحلق الجنوبي والغوطة الشرقية في حالة هدوء شبه تام.
ومنذ بداية العام الحالي، اتخذت الأحداث منحى آخر، حين أغارت مقاتلات روسية على الحيّ للمرة الأولى منذ سنتين، بتاريخ 2 شباط، الأمر الذي تسبب بسقوط عدد من الضحايا المدنيين في الحي، ومهّد لبدء حملة النظام على الأحياء الشرقية من العاصمة.
الأهمّية الاستراتيجية لحيّ القابون، تتمثل بكونه يفصل العاصمة عن الغوطة الشرقيّة، ما يجعل من سيطرة النظام عليه بوابة للتقدم على حساب فصائل المعارضة في الغوطة.
كما يجاور القابون أحياء حرستا، برزة، وتشرين، بينما تتمركز قوّات الأسد على أطراف الحيّ، في نقاط عسكرية مهمة على طريق دمشق حمص الدولي الاستراتيجي.
وتسيطر فصائل المعارضة على حيّ القابون منذ عام 2012، بينما يصل عدد المقاتلين حاليًا إلى 4000 بحسب عودة، وتنشط فيه فصائل “أحرار الشام”، فيلق “الرحمن”، و”جيش الإسلام”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :