لم تتوقع سمر أن يسمح والدها بخروجها من المنزل وممارسة نشاطاتها، فالصمم الذي أصابها منذ طفولتها، جعلها محاطة بعائلتها ما أشعرها أنها كائن مستهلك فحسب، وفق تعبيرها.
شاركت الشابة العشرينية في معرض للأشغال اليدوية، وضم أشغالاً ورسوماتٍ لسبعة من ذوات الاحتياجات الخاصة، رعته منظمة “النساء الآن” في مدينة معرة النعمان بإدلب، 12 شباط الجاري.
كما شاركت في المعرض أكثر من 30 امرأة، بأعمال الصوف والإكسسوارات وأشغال فنية متنوعة.
إسراء العثمان، إحدى المشاركات في صناعة الإكسسوارات، قالت إنها استفادت من الدورة من نواحٍ عدة “أولها توفير الاحتياجات الشخصية، كما يمكن أن نتخذها كمهنة”.
واعتبرت “مشاركتنا للفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة أعطى معرضنا أهمية، فهن مبدعات ولسن منعزلات عن المجتمع”.
ريم القاسم من معرة النعمان، قالت لعنب بلدي إنها حضرت المعارض السابقة ولاحظت “تطورًا كبيرًا في العمل والابتكار بالأنماط المعروضة”.
واعتبرت القاسم أن إضافة الإكسسوارات “فكرة جديدة أضافت جانبًا مميزًا”، مردفةً “أحضر دومًا هذه المعارض وهي تضيف لي فكرة جديدة في كل مرة”.
وترى القاسم أن التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال أمثال هذه المعارض، يمكن أن يساعدها على إعالة أسرتها مستقبلًا.
المعرض حصيلة شهرين من العمل
تقيم “النساء الآن” معرضًا بعد كل دورة مهنية تنهيها، لتعرف الناس بأعمال متدرباتها ولتسويق المنتجات.
المنتجات في المعرض جاءت حصيلة شهرين من العمل، إذ أمنت المنظمة جميع مستلزمات التدريب وظروفه، وفق مزنة الجندي، رئيسة مجلس الإدارة في “النساء الآن”.
الجندي اعتبرت في حديثٍ إلى عنب بلدي أن “وجود الفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة كان الشيء الأكثر تميزًا في المعرض، وفي عملنا في المنظمة منذ ثلاث سنوات”.
وأشارت الجندي “واجهنا صعوبة في إقناع بعض الأهالي للسماح بخروجهن من المنزل وممارسة النشاطات”، أشارت الجندي.
وتحدثت نجوى حسون، مدربة الصوف لعنب بلدي، بأن “بعض الفتيات بدأن من نقطة الصفر ولم يكنّ يستطعن العمل”، مردفةً “بعضهن قلن لي إنه من المستحيل صناعة قطعة صوف، لكن عندما رأين أعمالهن كن متفاجئات وسعيدات في الوقت نفسه”.
وعبّرت المدربة عن سعادتها بالمعرض، مؤكدةً “كانت مستويات الفتيات متفاوتة، ولكن النتائج بالمجمل كانت مرضية ونحن سعداء بهن”.
لم تكن والدة الشابة سمر الوحيدة التي عبّرت عن ساعدتها بما حققته ابنتها، ويرى القائمون على “النساء الآن”، أن أولئك الفتيات يملكن إحساسًا إبداعيًا وأحلامًا مختلفة عن أقرانهن، وأن تدريبهن وعرض أعمالهن “يحول الرغبات المكبوتة إلى إنجازات”.