حاولت قوات الأسد والميليشيات المساندة له في الأيام القليلة الماضية اقتحام الغوطة الشرقية من عدة محاور، بعد تسريبات نشرتها الصفحات الموالية للنظام السوري عن معركة جديدة بهدف السيطرة على حي القابون، كأولى الأعمال العسكرية باتجاه الريف الشرقي من دمشق.
“أسد الغوطتين وقائد معركة القابون”، اسم تردد بالتزامن مع العمليات العسكرية من قبل النظام على مدن الغوطة، كالقائد الرئيسي للمعركة المقبلة، بعد أن أوكلت مهامها إليه وللفرقة التي يترأسها.
العقيد غياث دلة، أحد القادة العسكريين الذين شاركوا في معارك الغوطة الغربية في الأشهر السابقة، والتي استطاعت قوات الأسد وميليشيا “حزب الله” اللبناني السيطرة من خلالها على مناطق واسعة من ريف دمشق الغربي بعد إخراج سكانها منها، والتي كان آخرها قرى وادي بردى.
وبحسب ما رصدت عنب بلدي من الصفحات الموالية لنظام الأسد، يوجد العقيد دلة في منطقة القابون منذ ستة ايام، بعد أن أوكلت إليه قيادة الحملة العسكرية على القابون وبرزة.
وكثف الطيران الحربي غاراته في الأيام القليلة الماضية على حيي القابون وبرزة، مستهدفًا بشكل رئيسي أماكن تواجد الأنفاق التي تصل المنطقة بالمناطق الاخرى في الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل العسكرية المعارضة.
“قوات الغيث” أساس المعركة
يترأس العقيد ما يسمى بـ “قوات الغيث” والتي تضم ضباط وصف ضباط وعناصر من قوات الأسد في اللواء “42 مدرعات”، التابع للفرقة الرابعة، إلى جانب كتيبة “حيدر العاملي” من الحرس القومي العربي، وقوات “حزب البعث” اللبناني تحت قيادة ماجد منصور.
وتأسس “الحرس القومي العربي” عام 2012، بهدف دعم قوات الأسد في معاركها ضد الشعب السوري، ويتزعمها أسعد حسين حمود (الحاج ذو الفقار)، وهو المنسق العام لمنظمة “الشباب القومي العربي” في لبنان.
وتتألف هذه الميليشيا من ثلاث مجموعات رئيسية في سوريا: كتيبة “وديع حداد” نسبة إلى القيادي الفلسطيني، وكتيبة “حيدر العاملي” نسبة إلى حسين أسعد حمود القيادي القومي اللبناني، وكتيبة “محمد البراهمي” القيادي الناصري التونسي والذي اغتيل في تونس عام 2013.
قاتل الدلة بحسب الصفحات الموالية في معارك المليحة، وكان له الدور الأكبر في السيطرة على كل من دير مبينا وحتيتة الجرش ومزارع زبدين وبالا، ودير العصافير في الغوطة الشرقية خلال الأشهر الماضية.
استبعاد “الحرس الجمهوري” واختيار الدلة
وتحدثت الصفحات أن اختيار “أسد الغوطتين” لقيادة “المعركة الحالية” في الغوطة الشرقية، جاء بعد ترشيح اسم العقيد في الحرس الجمهوري وقائد الكتيبة “1419” ياسر منى والمعروف بمعارك المرج والمليحة في محيط الغوطة.
إلا أنه “أقصي من معركة القابون بعد الضغط الشعبي والفضيحة التي دوت في صفقة اقتحام دوما والتي ذهب ضحيتها عدد من جنود الحرس الجمهوري”.
ويعدّ حي القابون، من المناطق التي تشهد هدوءًا نسبيًا، منذ أن توصلت فصائله والنظام السوري إلى هدنة، مطلع عام 2014.
وكان اتفاق التهدئة في الحي شهد خروقات بالجملة من قبل قوات الأسد، إلا أنها اقتصرت على القصف المدفعي والصاروخي.
ويعد القابون بوابة دمشق، باتجاه الغوطة الشرقية، فيما يسعى النظام إلى التوصل إلى اتفاقات تسوية بهدف إخلاء محيط العاصمة، بعد أن نفذ تسويات مشابهة أفضت إلى خروج فصائل المعارضة وقسم من المدنيين، وأبرزها كان في مدينة داريا، ومعضمية الشام، ووادي بردى.