تتردّد الأنباء عن خلافات وفد المعارضة السورية إلى جنيف، المتفق عليه في الرياض، مع منصتي القاهرة وموسكو، اللتين تحضران المفاوضات أيضًا بدعوة من المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا.
وتريد الدول المؤثرة في الملف السوري أن تدخل “المعارضة” المفاوضات بوفدٍ موحّد، ما يعدّ أساس الخلاف، خاصةً مع الفارق في سقف المبادئ التي تضعه المنصات على طاولة التفاوض.
وفد الرياض: نركز على مبادئ التفاوض
عنب بلدي تحدثت إلى عضو وفد المعارضة، الدكتور يحيى العريضي، ونفى أن يكون وفد المعارضة هدّد بتعليق مشاركته بسبب دخول منصتي القاهرة وموسكو في المفاوضات.
وركّز العريضي على مبادئ التفاوض، وليس على ما وصفها بـ “الآليات والشكليات” التي تحدّده.
وينطلق وفد المعارضة من الأهداف التي رسمها قرار مجلس الأمن رقم 2254، الصادر في كانون الأول 2015، وخاصة المواد 12 و13 و14.
وينصّ القرار على الانتقال السياسي، وتتعلّق المواد الثلاث بإتاحة إمكانية الوصول السريع فورًا للوكالات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا، ووصول المساعدات، والإفراج عن أي محتجزين بشكل تعسفي، وإيقاف أي هجمات موجهة ضد المدنيين واستخدام الأسلحة العشوائية، إضافة إلى تهيئة ظروف عودة النازحين واللاجئين إلى منازلهم.
وأكّد العريضي أنّ المعارضة ذهبت إلى جنيف وإلى “أستانة” من قبل، من أجل الوصول إلى ما يخفف إنسانيًا عن الشعب السوري.
منصة القاهرة: بنودنا عالية السقف
من جهته، قال فراس الخالدي، عضو وفد منصة القاهرة إلى جنيف، لعنب بلدي، إن “وثائق القاهرة والرياض متقاربة إلى حد ما، وهناك بنودٌ في وثائق القاهرة عالية السقف أكثر من كل الوثائق الثانية”.
وتنصّ وثيقة مؤتمر القاهرة على ما تصفها بـ “خارطة الطريق للحل السياسي التفاوضي من أجل سوريا ديمقراطية”، والتي تؤكد “استحالة الحسم العسكري للنزاع، وكذلك استمرار منظومة الحكم الحالية التي لا مكان لها ولا لرئيسها في مستقبل سوريا”، وفقًا للوثيقة الصادرة عن المؤتمر في حزيران 2015.
وتتضمن “آليات تنفيذ عملية قابلة للتحقق وقادرة على الانتقال إلى تسوية سياسية غايتها تغيير النظام بشكل جذري وشامل”، مؤكدةً أن “الحل السياسي التفاوضي هو السبيل الوحيد لإنقاذ سوريا”.
واعتبر الخالدي أن “المشكلة ليست (المشاركة في) وفد واحد… المشكلة هي تحديد الوثائق التي سينطلق منها الجميع”، مؤكدًا “من هنا نجد أن الضغط يجب أن يكون تجاه توحيد الرؤى ووفد واحد غير موحّد، فلا يعيب المعارضة اختلافها لكن يعيبها خلافها، وعدم وضع المشروع الوطني فوق الجميع”.
ونفى أن يكون هناك توترٌ بسبب موقف المنصة من موسكو، بالقول “نحن نقف في الوسط وقريبون من الجميع”.
منصة موسكو: شاورنا دمشق
“منصة موسكو”، المحسوبة على المعارضة، والتي أعلنت أمس انضمامها أيضًا إلى المفاوضات، تبدو بعيدةً نسبيًا عن مطالب “الرياض” و”القاهرة”، وهو ما تظهره تصريحات رئيسها، قدري جميل أمس، إذ أكّد أن قرار الانضمام أتى بعد “بعد بحث الموضوع مع القيادة في دمشق”.
وشدّد جميل على المبادئ التي تنطلق منها المنصّة، في لقاء مع “روسيا اليوم” أمس، “نحن مصرون على التمثيل الحقيقي الواسع للمعارضة السورية، لأنه سيسمح بأن تفضي المفاوضات إلى حلّ الأزمة السورية، وإنهاء الكارثة الإنسانية، والنجاح في القضاء على الإرهاب، وإعادة إعمار سوريا، وعودة المهجرين”.
ولا تتخذ منصة موسكو موقفًا واضحًا من الانتقال السياسي، أو من مصير رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بل تركز على “محاربة الإرهاب”، ما يتقاطع مع مبادئ النظام السوري في التفاوض.
بدأت وفود المعارضة الاجتماع مبدئيًا مع المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، بشكل منفرد، لتحضير السياق الذي ستسير عليه أيام المفاوضات، التي من المتوقع أن تستمر أسبوعين.
–