تسعى الدراما السورية إلى التميز والخروج عن المألوف في كل موسم رمضاني، لتنافس زخمًا من المسلسلات العربية، التي تحاول إرضاء المزاج العام للجمهور.
وآخر ما خرجت به الدراما، هو مسلسل “الرابوص”، أول مسلسل رعب سوري من تأليف الكاتب سعيد حناوي وإخراج إياد نحاس، وإنتاج شركتي النحاس و”زوي آرت” للإنتاج الفني.
وبحسب ما ذكر ناقد فني لعنب بلدي، سيُعرض المسلسل في 27 شباط الجاري، على قناة أبو ظبي دراما، في تحدٍ من شركتي الإنتاج على إخراج العمل قبل رمضان 2017.
أحداث “الرابوص” بين كبار نجوم الدراما
راهن منتجو العمل على نجاحه، عبر أسماء كبار نجوم الدراما السورية، مثل بسام كوسا، أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، وفاء موصللي ونظلي الرواس.
وتدور أحداثه في إطار من الجرأة والإثارة، حول شخصية “سارة” التي تؤديها أمل عرفة، والتي تنتحر بسبب غيرة زوجها وشكوكه الدائمة فيها، واتهامها بالخيانة.
ويطارد “شبح سارة” الزوج وأقاربه وأصدقاءه الذين دفعوه إلى الشك بزوجته و”سمموا أفكاره”، لينهار الزوج نفسيًا، ويقع في مشاكل عدة تحت الضغوط.
والملفت أن العمل تتضمن ممثلين من لبنان مثل، بيير داغر وعمار شلق (الذي يلعب دور الزوج)، في إطار الأعمال العربية المشتركة التي راجت في المواسم الرمضانية السابقة.
“نسخ ولصق” عن أفلام رعب عالمية
انتقادات عدة طالت “الرابوص” قبل أن يولد على شاشة التلفزيون، وذلك بعد تسريب قصة العمل، وعرض الشركة لـ “برومو” تعريفي عنه، على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب نقّاد فنيين، فإن شخصية “سارة” مقتبسة عن بطلة فيلم “ذا غرودج” الذي عُرض عام 2004، والتي تظهر بشعر أسود طويل وعينين مكحلتين ووجه أبيض شاحب ورداء أبيض فضفاض.
وهذا ما ظهرت عليه الممثلة أمل عرفة في “البوستر” الترويجي للعمل.
كما أن مشاهد عدة في “البرومو” تبين أنها مأخوذة بشكل مستنسخ دون تغيير عن أفلام رعب أجنبية.
إلا أن الكاتب إياد نحاس، نفى في مقابلات عدة، أن تكون فكرته مقلَّدة، وأكد أن شخصية “سارة” هي من ابتكاره، “وستولد لأول مرة في هذا العمل”.
وعاب النقاد على العمل، الازدواجية التي تعمّد الكاتب إظهارها، وهي أن ملابس الشخصيات من جيل الستينيات، والسيارات من الثمانينيات، والممثلين يستخدمون تكنولوجيا حديثة، من هواتف ذكية وحواسيب.
ما جعل المسلسل، بحسب النقاد، بعيدًا عن الواقعية والمنطقية.
مشاهد مرعبة.. و”يُنصح بوجود الأهل”
بالرغم من تأكيد منتجي العمل على أن أحداثه تدور في إطار اجتماعي أكثر من توجهه نحو الرعب، إلا أن الناقدين عابوا عليه وجود مشاهد “عنيفة”، ربما لم يعتد عليها المُشاهد في الدراما السورية.
وكون المسلسلات السورية مُشاهدة من قبل الأطفال إلى درجة كبيرة، ربما سينزعج الأهل من هذه النوعية من المسلسلات التي تتطلب منهم رقابة أكبر على ما يشاهده أطفالهم.
وبحسب ما ذكر الناقد الفني، فإن عرض المسلسل في الساعة العاشرة مساءً سيُمكن أي طفل من مشاهدته، خصوصًا مع توفره على مواقع إلكترونية عبر الإنترنت.
وأضاف أن آراء النقّاد اختلفت حول المسلسل، وظهرت وجهة نظر مؤيدة لفكرته، معتبرين أنه “تفريغ” درامي عن الواقع الحالي، وأن الدور الأساسي للدارما هو “امتصاص” الأعباء النفسية للمشاهدين.
فيما رفض آخرون عرض مشاهد “مؤذية” للعين، معتبرين أنها انفصام عن الواقع المباشر، وأنها تزيد من مأساة الناس ومعاناتهم، خاصةً في ظل ما تشهده سوريا من مشاهد قتل ودمار.
ومن المتوقع أن يلاقي المسلسل اهتمام المشاهدين، كونه سيُعرض قبل رمضان، وهي الفترة التي ينشغل فيها المنتجون والممثلون بالتحضير لأعمال رمضانية، ما يجعل “الرابوص” ينفرد على الشاشات العربية.