رفضت المشافي اللبنانية معالجة فتى سوري لاجئ (17 عامًا) احترق جسده بالكامل.
ورغم خطورة وضعه الصحّي إلّا أن ذويه اضطروا إلى نقله إلى دمشق، لتلقي العلاج بتكاليف باهظة.
القصّة بدأت حين كان الفتى (م. ه) يشعل الحطب من أجل التدفئة، قرب منزله الواقع في منطقة البقاع اللبنانية السبت الماضي 18 شباط، ما أدى إلى اشتعال عبوة من المحروقات كانت موضوعة في مكان مجاور، لتنشب النار إثر ذلك بكامل جسده.
والدة الفتى، أكّدت لعنب بلدي، أنّه نُقل بادئ الأمر إلى مشفى المنارة في البقاع اللبناني، حيث أجريت له الإسعافات الأولية ولكن نقص التجهيزات حال دون تمكن المشفى من معالجته، قبل ينقل إلى مشفى جعتاوي في بيروت، والذي رفض بدوره استقبال الفتى دون تأمين ضمان مالي مبدئي قدره 30 ألف دولار، ومبلغ ألف دولار أميركي لليوم الواحد.
وأوضحت والدة الفتى، أنّ الخيار الوحيد أمامهم كان التوجّه إلى دمشق، عبر الحدود البرية.
إلا أنّ الأمن العام اللبناني، عند نقطة المصنع الحدودية مع سوريا، رفض السماح بمرور الفتى دون دفع مبلغ 400 دولار أميركي كمخالفة “تسوية وضع”.
والدة الفتى، التي رفضت نشر صور لابنها وذكر اسمه بالكامل، أكّدت أنّ رحلة البحث عن مستشفى يستقبل حالة الفتى كان “أمرًا شاقًا للغاية”.
وقبلت إحدى المستشفيات الخاصة في دمشق استقباله، مقابل مبلغ مالي قدره 800 دولار أمريكي في اليوم الواحد.
وتواصلت عنب بلدي مع الطبيب المشرف على حالة الفتى، والذي أكّد أنّ نسبة الحروق في جسده تقترب من 90% ما يعني أنّ حياته معرّضة للخطر.
بينما أشارت والدة الفتى إلى أنّ زوجها معتقل في سجون النظام السوري منذ عام 2013، ما يعني عدم وجود معيل للأسرة التي أجبرت على النزوح إلى لبنان.