جنيف-2 ضرورة مرحلية
عنب بلدي – العدد 88 – الأحد 27/10/2013
طال الحديث عن جنيف 2 الذي بات على وشك الانعقاد في ظل تجاذبات وتنافرات متزايدة بين مؤيد ومعارض، ومتحفظ ومتشرط، ومفضل ومؤكد، سواء من فصائل المعارضة السورية، في الداخل وفي الخارج، أو من الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما من الدول، مرورًا بالمبعوث المشترك الأخضر الابراهيمي. ويبدو أن النظام السوري هو الوحيد الذي ينأى بنفسه بمعزل عن هذا الشد والتوتر منطلقًا من شرعيته كطرف في هذه المحادثات، في حين تتنازع وتتنافس بقية الجهات -التي يفترض أن تكوّن بمجملها الطرف الآخر- على فرض رؤيتها وشروطها، وتزاود على شرعيتها وأحقيتها، ليظهر تناقض واضح في تشرذم صفوف من يسعى للإطاحة بالأسد، ليؤمن سوريا أكثر استقرارًا، وفي عناد وانغلاق من يسعى لبناء سوريا للجميع، وفي فشل من يسعى لقيادة المرحلة الانتقالية عن إدارة التسوية لحضور جنيف 2.
العمل نحو إنجاح محادثات جنيف 2 ضرورة في هذه المرحلة، إذ أن هذا المؤتمر سيشكل امتحانًا للأطراف المعنية، سيختبر أداء المعارضة الخارجية أمام الشعب السوري، كما أمام الغرب، فسيعوَّل على نجاح المعارضة في هذا الاختبار للحد من التيار المتشدد الآخذ بالتغلغل في الفصائل العسكرية المقاتلة، وعلى المجتمعات المدنية والتجمعات العسكرية في المناطق المحررة، وسيكون دليلًا على وجود طرف مؤهل وقادر على تسيير الدولة بديلًا عن الأسد ما سيزيد الضغط على داعميه للتخلي عنه. كما سيكون امتحانًا يكشف مدى صدق «أصدقاء سوريا»، وعن نوايا الدول الكبرى في المنطقة، كما سيكون الخطوة الأولى نحو ضمان إرسال من يستحق إلى لاهاي؛ أما الاستمرار في التنازع الداخلي فلن يقدم سوى شرعنة جديدة للأسد، ولربما إلى التحول لمشاركته الرأي بأن لا مانع من ترشحه لدورة رئاسية جديدة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :