عنب بلدي – العدد 88 – الأحد 27/10/2013
وقد أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان لها يوم السبت أن عدد الضحايا ارتفع إلى 150 شهيدًا وأكثر من 250 جريحًا، مضيفة أن الانفجار استهدف مسجد أسامة بن زيد في منطقة سوق وادي بردى (40 كيلومترًا شمال غرب دمشق) قبيل فروغ المصلين من صلاة الجمعة، في حين يرجح شهود عيان أن الانفجار ناجم عن سيارتين مفخختين انفجرتا في وقت واحد.
ونقلت الهيئة عن ناشطين في المنطقة أن قرابة 100 جثة دفنت، دون التعرف على أصحابها لـ «كثرة التشوهات والحروق»، بينما وثق الناشطون 48 شهيدًا بالاسم، في حين أشارت الهيئة أن الأعداد قابلة للارتفاع بسبب «خطورة الإصابات وعدم توفر المواد الإسعافية الكافية لإنقاذ حياتهم».
وبث ناشطون تسجيلات مصورة تظهر دخانًا أسودَ كثيفًا في اللحظات الأولى بعد التفجير، وسط حالة من الهلع بين الأهالي، ومحاولات لانتشال جثث الضحايا ونقل المصابين، كما يظهر دمارًا كبيرًا في الأبنية المجاورة، فيما طال الحريق قرابة 40 سيارة كانت مركونة قرب المسجد.
وفي الوقت الذي لم تعلن فيه أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن السيارة انفجرت «أثناء قيام إرهابيين بتفخيخها بالقرب من جامع أسامة بن زيد في سوق وادي بردى»، مشيرة إلى مقتل عدد من «الإرهابيين».
إلا أن الائتلاف الوطني السوري اتهم نظام الأسد بالوقوف وراء التفجير، وقال في بيان له «عصابات بشار الأسد أقدمت على تفجير سيارتين مفخختين أمام مسجد في منطقة وادي بردى»، وأدان البيان «هذه الجريمة»، مستنكرًا «المواقف الدولية المريبة التي تترك الباب مفتوحًا لنظام الأسد كي يستمر في ارتكاب المجازر والخروقات ضد السوريين».
وطالب الائتلاف «مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتوثيق هذه الجريمة النكراء إلى جانب الجرائم السابقة، التي ارتكبت خلال أربعة عقود بحق الشعب السوري»، داعيًا إياه «لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بمحاسبة المجرمين عن هذه الجرائم وعلى رأسهم بشار الأسد».
وتمثل منطقة وادي بردى ملاذًا للنازحين من ريفي دمشق الغربي والشرقي، ورغم أن نسبة مقاتلي الجيش الحر في المنطقة قليلة، إلّا أنها تمثل حاضنة شعبية لهم.
في سياق متصل أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 24 من الكتائب المقاتلة سقطوا، بعضهم من جنسيات غير سورية، إثر كمين نصبته لهم قوات الأسد بالقرب من منطقة العتيبة جنوب دمشق، بينما قالت «سانا» إن عدد القتلى وصل إلى «41 إرهابيًا» من جبهة النصرة ولواء الإسلام الذي أقر بمقتل 20 من مقاتليه في الكمين خلال محاولتهم إخراج بعض الجرحى خارج الغوطة الشرقية لتأمين العلاج.
وتشكل العتيبة أهمية استراتيجية باعتبارها ممرًا لإدخال السلاح والمقاتلين إلى الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
يذكر أن الأراضي السورية تشهد في الفترة الأخيرة تفجيرات متكررة، تستهدف أماكن مكتظة بالمدنيين في سيناريو مماثل لتفجيرات العراق منذ الغزو الأمريكي، فيما تتبادل المعارضة وقوات الأسد الاتهامات حول منفذيها.