صفحة تركية على “فيس بوك” تسخر من السوريين.. الأتراك يردون
نشرت صفحة “Ohha Bee” التركية على “فيس بوك” صورة تسخر من السوريين المقيمين في تركيا، تصفهم بأنهم عاطلون عن العمل على خلاف المواطنين الأتراك.
الصورة التي نشرتها الصفحة، ذات الشعبية الكبيرة في الوسط التركي، اليوم الاثنين 20 شباط، تضمنت مشهدًا من “أفلام الكرتون” لمجموعة من النمل يقومون بنقل حبات القمح، على أنهم الأتراك، وجندبًا على جانب الطريق متكاسل لا يعمل، يمثل السوريين.
وعنونت الصفحة الصورة بسؤال بين الطرفين عن سبب الجلوس والامتناع عن العمل، ليكون الجواب “أنا سوري”.
وبدأ مسلسل اللجوء إلى تركيا مع الأشهر الأولى لانطلاق الثورة ضد النظام السوري، آذار 2011، واتخذها السوريون ملجأ آمنًا من القصف والعمليات الأمنية والعسكرية المستمرة حتى الآن.
واتجه غالبية السوريين حال الوصول إلى تركيا للعمل ضمن الورشات والمصانع التركية، وبرواتب حددت بأقل من المعدلات التي يتقاضاها العمال الأتراك، نظرًا لقلة الأعمال التي تناسب اللاجئين السوريين، لا سيما الذين لا يجيدون التركية منهم.
ورصدت عنب بلدي تعليقات بعض المواطنين الأتراك على منشور الصفحة، والتي استنكرت في غالبيتها الطريقة التي وصف السوريين بها، كما تعاطفت في مجملها مع الوضع الذي يعيشونه داخل المخيمات وفي المدن التركية.
إحدى المعلقات طالبت بحذف الصورة المنشورة، وقالت إن “جميع السوريين يعملون في تركيا، وبنصف الأجر الذي يتقاضاه العامل التركي”، مشيرةً “لو وضع الأتراك في موقف السوريين لكان الأمر كما هو الأن.. نحن إسلام ونرفض العنصرية”.
كما خاطب البعض أدمن الصفحة “لماذا هذا الافتراء.. السوريين يعملون.. رأيت البارحة شخص تركي قام بضرب سوري لأنه تأخر عن العمل”.
وأثارت صورة نشرها تركي يدعى “شفق كارتال” عبر حسابه على “فيس بوك” أمس الأحد، يظهر فيها وهو يضرب عاملًا سوريًا كـ”انتقام تركي من سوري”، ردود فعل غاضبة، إذ طالب الكثير من الأتراك منهم بمحاسبة صاحب الحساب على عمله.
وأشار كارتال في تعليقاته على الصورة التي تم حذفها بعد ساعات من نشرها، ونشرتها صحيفة “حرييت” التركية، أنه “قرر معاقبة العامل السوري لتأخره عن عمله”.
وليست المرة الأولى التي تنشر فيها صور ساخرة من اللاجئين السوريين، والتي نددت أغلبها بالموقف التركي حيالهم، خاصة بعد دخول القوات التركية في المعارك شمال حلب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وسقوط عدد من القتلى بينهم.
كما نُظمت عدة حملات في الأشهر القليلة الماضية لمطالبة الحكومة التركية بإرسال وتجنيد الشباب السوريين إلى معارك “درع الفرات” شمال سوريا، بدلًا من “الجلوس داخل المدن التركية”، منطلقين من مبدأ “نحن ندافع عن بلادهم وهم جالسين في بلادنا”.
وعلى الرغم من التعليقات المنددة بالصورة الساخرة، إلا أن بعض المعلقين أيد الفكرة التي ذكرتها الصفحة، ورصدت عنب بلدي تعليقًا واحدًا من بين ثلاثين من التعليقات الرافضة والمنددة بهذه الصورة.
ووفقًا لتقرير نشرته “الأناضول” في نيسان 2016، فإن عدد اللاجئين السوريين الخاضعين لقانون “الحماية المؤقتة” في تركيا، بلغ مليونين و749 ألفًا و140 لاجئًا (2,749,140)، يعيش نحو 270 ألفًا منهم ضمن مخيمات اللجوء، فيما ينتشر الباقي في العديد من الولايات التركية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :