لا غذاء لـ “حوامل” الوعر ووزن المواليد أقل من كيلو

  • 2017/02/19
  • 3:59 ص
سيدة مع أطفالها داخل حي الوعر المحاصر في مدينة حمص4 شباط 2017(عنب بلدي)

سيدة مع أطفالها داخل حي الوعر المحاصر في مدينة حمص4 شباط 2017(عنب بلدي)

الوعرجودي عرش

ربما كانت صرخات الأطفال المولودين حديثًا في حي الوعر المحاصر، شاهدًا على معاناة جديدة بالنسبة لذويهم، فالنساء الحوامل يحتجن إلى أدوية خاصة وغذاء يساعد على الحفاظ على الطفل وحمايته.

ومن بين نحو 70 ألف شخص يقطنون الحي يولد ثمانية أطفال يوميًا، بشكل وسطي، بحسب ما نقله لعنب بلدي الطبيب علي جمعة، من المشفى الميداني في الحي، وهو رقم “كبير”.

ويصل الرقم في بعض الأيام إلى 30 ولادة، لأن كادر المشفى يجمّع الولادات في يوم واحد، لتوفير الكهرباء والمحروقات، بحسب الطبيب.

ولادة في الشهر العاشر

مشكلات كثيرة تعترض النساء الحوامل في الحي، لكن أهمها مشكلة الولادة “القيصرية”، كما تقول سامية فهد، إحدى مواطنات الحي ومطلعة على حالات الولادة، والتي أكدت أن بعض الولادات تتأخر أحيانًا إلى الشهر العاشر، لوجود طبيبة واحدة مختصة بالولادة فقط، بالإضافة إلى طبيب تخدير وحيد.

فهد، التي صارت تملك خبرة بسيطة في التوليد، أكدت أن الطبيبين لا يمكنهما الدخول إلى الحي أثناء القصف بالطائرات أو القذائف، ما يجعل بعض الولادات تتأخر، مشيرةً إلى أن ذلك قد يعرض حياة الجنين إلى الخطر، إضافة إلى أمراض عديدة نتيجة “ابتلاعه ماء الرحم”.

وشهد الحي حالات توليد من قبل نساء غير متخصصات، عند غياب الطبيبة أو القابلات.

القصف يهدّد بالإجهاض

الخوف والرعب الذي تسببه أصوات القصف إضافة إلى الجوع وفقدان الحليب والغذاء الطبيعي للأم، أسهمت بتهديد حياة الجنين في الأشهر الأولى ما يسبب الإجهاض، فضلًا عن انتشار ظاهرة الولادة المبكرة (في الشهر السابع)، الأمر الذي يضطر إلى وضع الطفل في الحاضنة لعدة أيام.

قمر سعيد، امرأة من حي الوعر، قالت لعنب بلدي إن الحامل مهددة بالإجهاض في الأشهر الأولى لعدم وجود أدوية مثبتة للحمل.

وأوضحت سعيد أنها متزوجة منذ خمس سنوات، لكنها لم تحمل حتى العام الماضي بسبب خوفها من تصعيد قوات الأسد في كل مرة.

كلام سعيد أكدته الناشطة الطبية، ياسمين أم جهاد، بأن فزع النساء الحوامل والقلق المستمر نتيجة القصف من أكثر الصعوبات التي تواجه المرأة الحامل.

أم جهاد تحدثت لعنب بلدي عن حالات وفيات كثيرة عند الولادة بسبب عدم توفر أكياس الدم في حالات النزيف الحاد، إضافة إلى حالات إجهاض كثيرة بسبب عدم توفر أدوية خاصة بالحوامل، من فيتامينات وغيرها.

وأشارت الناشطة الطبية إلى أن ارتفاع تكاليف الولادة (نحو 20 ألف ليرة) دفع بعض الحوامل إلى الاستعانة بـ”القابلة” في المنزل، الأمر الذي قد يسبب مضاعفات صحية لدى الأم والرضيع ما يستوجب تدخلًا طبيًا عاجلًا.

أطفال بوزن أقل من كيلو

المرأة طيلة فترة حملها بحاجة إلى أغذية محدّدة من أجل جنينها، لكن الوضع مختلف في الوعر، الذي يغلب عليه نقص المواد الغذائية والطبية وارتفاع أسعارها، وإن وجدت فهي منتهية الصلاحية، بحسب ما ذكرت أحلام محمد، إحدى ساكنات الحي.

وأشارت أحلام إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال يولدون بوزن أقل من الطبيعي، وقالت “ولد أحدهم (الأطفال) بوزن ثلاثة أرباع الكيلو”.

وهو ما أكدته قمر سعيد، التي أنجبت بعد خمس سنوات، إذ ولدت طفلتها بوزن أقل من كيلوغرام.

فيما يحدد الأطباء الوزن الطبيعي للطفل عند الولادة بثلاثة كيلو، وهو الوزن المتعارف عليه في طب النساء.

ولفتت أحلام إلى عدم تمكن الأم، في حالاتٍ كثيرةٍ، من إرضاع طفلها الحليب الطبيعي، بسبب نقص الغذاء الذي يساعد على “إدرار الحليب”، من لحوم وخضراوات وفيتامينات.

ويصعب على العائلة في حي الوعر إيجاد الحليب المجفف (البودرة)، لذلك تلجأ الأم إلى إعطاء طفلها ماء الأرز المسلوق، والذي يُعرّض الطفل إلى أمراض كثيرة في المعدة.

توجه انتقادات كثيرة للنساء اللاتي تحملن في ظروف غير مستقرة، خوفًا على مستقبل الأولاد وسلامتهم وسلامة المرأة الحامل، لكنّ الحمل والإنجاب ينظر إليه هنا في الوعر على أنه “فعل مقاومة”، يتجلى في الصرخات الأولى للطفل.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع