في التاسعة عشرة من عمرها كانت أليس مونرو، عندما أصدرت أولى قصصها القصيرة، لتكون “أبعاد الظل” بذلك بداية لمشوار طويل أكسبها لقب “سيدة فن الأقصوصة الأدبي المعاصر” بجدارة.
ولدت أليس مونرو في كندا، ودرست اللغة الإنكليزية، تفرغت بعدها لكتابة القصص القصيرة والتي برعت بها، ما خولها نيل العديد من الجوائز المحلية والعالمية من بينها جائزة البوكر للآداب عام 2009.
وعندما بلغت 81 سنة من العمر حازت على جائزة نوبل في الأدب عام 2013، فكانت بذلك المرأة رقم 13 بتاريخ جائزة نوبل.
تتميز قصص مونرو بالسلاسة اللغوية مقابل عمق ما تريد إيصاله، وتعبيرها عن النفس البشرية برهافة وتفاصيل بسيطة، وتدور أحداث الكثير من قصصها في الريف.
للكاتبة ما يزيد عن 20 مجموعة قصصية، ترجم منها للعربية عشر مجموعات.
“حياتي العزيزة” هي آخر مجموعة قصصية نشرتها أليس عام 2012، تقع النسخة العربية من المجموعة في 257 صفحة موزعة على 15 قصة قصيرة، من ترجمة نهلة الدربي ونشر مؤسسة هنداوي عام 2017.
تدهشنا مونرو في “حياتي العزيزة”، فلا أسئلة وجودية تطرح، ولا أفكار كبيرة تقحم في النص، وحدها تفاصيل الحياة اليومية وقصص الناس العاديين “جدًا”، ما ستأخذ القارئ في عوالم من التأمل والبحث عن مغزى وراء هذه التفاصيل والقصص.
ولئن كانت للكاتبة البراعة في الغوص بالنفس البشرية، فإنها تتبدّى بأبهى صورة في الحديث عن الأنثى، وهو ما جعل معظم قصص مجموعتها هذه تروى على لسان نساء، مثل قصتي “الملاذ” و”حفرة الحصى”، والتي دخلت فيها لأعماق الراوية، تحكي فيها بذاكرة طفلة مشوشة مخلوطة بالعاطفة، تفاصيل صدمة كبيرة تعرضت لها في منذ عقود، ورواسب هذه الصدمة العالقة في شخصيتها بسبب حفرة من الحصى، فحسب.
اقتباسات:
– لكني لا أستطيع أن أخبر عائلتي بما أفعله، فأي شيء يعلمونه بشأني قد يقضي عليهم، هل تعرفين أناسًا كهؤلاء؟
– الحياة قاسية أكثر بالنسبة إلى البعض، إنه ليس خطأهم.