حواجز النظام تحاسب على «مكان التولد»

  • 2013/10/28
  • 5:40 م

عنب بلدي – العدد 88 – الأحد 27/10/2013

أماني رياض  – عنب بلدي

«أنا مواطنة سورية، أطالب الجهات المعنية والمختصة في العاصمة دمشق بتغيير مكان تولدي وإقامتي إلى نفوس المكان الذي نزحت إليه في العاصمة دمشق»، هذا ما نشرته آمنة على صفحتها على الفيسبوك.

آمنة، نازحة من مدينة داريا، دفعها الألم على أبناء الغوطتين لما يتعرضون له من إذلال وضرب واعتقال على حواجز النظام في العاصمة وغيرها لنشر هذا الكلام. وهذه الظاهرة ليست بالجديدة، ولكنها تتزايد بشكل طردي مع ارتفاع وتيرة الأحداث في المناطق المعارضة لنظام بشار الأسد.

يقول أسامة، وهو محام من مدينة داريا، بأنه تعرض للضرب الشديد عند إيقافه على أحد حواجز مدينة داريا في شهر أيار (مايو) من العام الماضي، «ساعة من الضرب لم أستطع التفوه بكلمة سوى آخ وإيخ»، وبعد تفتيش كامل ودقيق وأخذ كل ما يحمل من نقود أُخلي سبيله. أسامة الذي كان قد أمضى قرابة العشرة أشهر في أقبية المخابرات الجوية، يقول إن تلك الساعة تعادل فترة اعتقاله كلها نظرًا لشدة الضرب الذي تلقاه.

لؤي البالغ من العمر 27 عامًا، وهو شاب من داريا أيضًا، تعرض لموقف مشابه، إلا أنه استطاع تفاديه بإعطاء العسكري مبلغ عشرة آلاف ليرة مقابل تركه وعدم ضربه.

وقد تزايدت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ إثر تداعيات الحديث عن ضربة أمريكية على سوريا، وتقدم المعارضة بالسيطرة على بعض المناطق، وإخفاق محاولات قوات النظام في إحكام السيطرة على مناطق مثل داريا والمعضمية.

تقول دانيا (18 سنة) بأنه تم توقيف أحد أقاربها على أحد الحواجز المؤدية إلى الغوطة لأنه من منطقة المليحة؛ ولحسن حظه، ترجيه المرير لعناصر الحاجز، وإخبارهم بأنه معتقل سابق وأنه يفضل أن يقتلوه على أن يقتادوه للفرع، كان كفيلًا بأن يتركوه.

أما مجد ذو الـ 17 عامًا لم يكن أمامه سوى الهرب من قوات النظام تاركًا هاتفه المحمول معهم، فقد تم ايقافه أثناء مروره مع صديقه من أحد الحواجز، بينما ترك صديقه لأنه من دمشق، وليس من ريفها.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على استهداف الشبان فقط، فالحواجز توقف الإناث أيضًا، وقد يتعرضن للضرب والإهانة أحيانًا، وربما الاقتياد إلى أحد أفرع الأمن السوري. هبة البالغة من العمر 25 عامًا أوقفت أثناء مرورها من أحد الحواجز التابعة للمخابرات الجوية، وطلب منها النزول من الحافلة التي كانت تستقلها، وحين سألت عن سبب توقيفها وعن الذنب الذي ارتكبته، أجابها الضابط «ذنبك إنك من داريا».

وبسبب الضغط الذي يشكله المرور من حواجز النظام، يفضل معظم أبناء الريف الانتقال سيرًا على الأقدام داخل العاصمة دمشق، وفي الوقت نفسه، يفضل كثيرون البقاء ضمن المناطق المقيمين فيها، متجنبين التنقل خوفًا مما قد يطالهم من ضرب أو اعتقال.

مقالات متعلقة

  1. سكان دمشق متفائلون وخائفون
  2. أهالي داريا يستخدمون "GPS" للتنقل في الشمال السوري
  3. قصف جنوب العاصمة دمشق من أطراف داريا
  4. داريا .. من "التعفيش" إلى "التنحيس"

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب