كيفية تعامل الأهل مع الاعتداء الجنسي على الأطفال

  • 2013/10/28
  • 5:38 م

عنب بلدي – العدد 88 – الأحد 27/10/2013

أسماء رشدي

مشكلة الاعتداء الجنسي على الأطفال تندرج ضمن المحرمات التي يجب عدم التحدث عنها أو حتى ذكرها، كوننا في مجتمع محافظ. البعض يتستر على هذا الموضوع بسبب الفضيحة ووصمة العار، إلا أنها حقيقة قاسية واقعة في عالمنا وهي أكثر انتشارًا مما يعتقد كثيرون.

إذا كنت تظن أن طفلك سيخبرك إذا حدث معه شيء من هذا القبيل، فأنت مخطئ. فغالبًا ما يكون المعتدي، وهو إنسان غير سوي، قد أقنع الطفل بعدم إخبار أحد، سواء عن طريق التهديد أو التخويف أو حيل أخرى، أو حتى الرشوة. هذا المعتدي، حسب بعض الإحصائيات، يكون عادةً شخصًا بالغًا يعرفه الطفل ولديه سلطة عليه كالعم أو المربي أو الخادم.

هناك عدة مؤشرات تنم عن احتمال تعرض الطفل لهذا الاعتداء، مثلاً إبداء خوف ملحوظ من شخص معين أو مكان معين، رد فعل غريب أو غير متوقع إذا سئل الطفل إذا كان قد لمسه أحد، تغيرات سلوكية مفاجئة، معرفة فجائية لأسماء الأعضاء الجنسية، أو كلمات أو إشارات لأوضاع جنسية، أو مشاكل في النوم، أو مشاعر الحزن والإحباط، أو نوبات من الغضب والعدوانية، أو مشاكل دراسية مفاجئة، أو السرحان، ناهيك عن بعض الأمراض الجنسية والجسدية التي قد تحدث للطفل.

لو حدث وأتى الطفل يومًا ما وأخبرك أن أحدًا اعتدى عليه جنسيًا، فمن المهم جدًا أن تأخذ ما يقوله بجدية، وأن تستمع إليه وهو يتكلم حتى لو كنت غاضبًا. تأكّد أن يعرف أن ذلك الغضب ليس موجهًا ضده، وأخبره أنك فخورٌ بشجاعته وأنك تفهم أنه خائف، خاصةً إذا كان المعتدي أحد أفراد العائلة.

من الضروري أن يفهم الطفل أنه إذا تعرض لمحاولة اعتداء فهذا لا يعني أنه إنسان سيء، أو أن عليه أن يلوم نفسه على هذا الاعتداء؛ بل يجب عليه فورًا تبليغ الأسرة وألا يخاف مما قد يحدث نتيجة لذلك.

بعد ذلك، يجب اللجوء إلى طلب المساعدة من طبيب أطفال وأخصائي نفسي، لأن أغلب من حاولوا حل المشكلة لوحدهم باءت محاولاتهم بالفشل.

كيف تحمي طفلك من الاعتداء الجنسي؟

• تعليم الطفل أسماء أعضاء الجسد وخصوصيتها، وأن يصرخ إذا حاول أحد ما لمسها.

• محاولة الإجابة على أسئلة الطفل المتعلقة بالجسد أو الجنس بطريقة تتناسب مع عمره.

• تشجيع الطفل على التكلم عن أي تجارب مخيفة حدثت معه وسببت له الإزعاج، وبإمكانك أن تبدأ أنت بفتح الموضوع، كأن تتحدث معه عن مشكلة حدثت معك كنوع من التشجيع له للكلام على ما يحدث معه.

• تنبيه الطفل إلى بعض الأماكن التي قد تحدث فيها بعض المشاكل وأنه يجب أن يكون حذرًا في تعامله مع الغرباء فيها، مثل غرف تغيير الملابس وأماكن التسوق والأماكن المغلقة، وأن يفرق بين من قد يلمسه بشكل عفوي وبين من يتجاوز حدوده معه. بالإضافة إلى زرع فكرة أن أجسادهم ملك لهم ولا يحق لأحد أن يلمسها أو يؤذيها.

• تدريب الطفل على قول كلمة «لا» لأي فعل غير عادي حتى لو كان من شخص قريب.

• ضرورة التواصل المستمر بين البيت والمدرسة لمعرفة ما قد يطرأ على طفلك من سلوكيات جديدة، والانتباه إلى نوعية الأصدقاء الذين ينخرط معهم.

• إخبار الطفل أن بعض الأشخاص ممن حولنا قد يكونون سيئين لذلك يجب أن يحرص على حماية نفسه منهم.

• إعطاء الطفل الثقة كي يستطيع الدفاع عن نفسه تجاه أي شخص يحاول استغلاله.

• عدم إجبار الطفل على إعطاء الأقارب أحضان وقبلات، وإعطاؤه المجال ليعبر عن مشاعره بالطريقة التي يختارها.

أخيرًا هناك عدة نقاط يجب أن ننتبه إليها عند تطبيق مثل هذه الخطوات. مثلاً عمر الطفل وقدراته على الفهم والاستيعاب والطريقة التي نتبعها معه تختلف من طفل إلى آخر. هذه ليست بالضرورة ممارسات نهائية وكاملة، وقد لا تنطبق على كل الأطفال بنفس الأسلوب، ولكن يمكن اعتبارها إرشادات لمزيد من الممارسات الفعالة.

مقالات متعلقة

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب