عنب بلدي – العدد 88 – الأحد 27/10/2013
تستمر الأزمة السورية لعامها الثالث، ويبقى الأطفال أكثر ضحاياها، فحرمانهم من الأمان والتعليم والحلم بمستقبل واضح يهدد بنشوء جيل «ضائع»، إذ يمثل الأطفال أكثر من نصف عدد اللاجئين السوريين حسب إحصائية لمنظمة الأمم المتحدة.
ويواجه الأطفال الذين ما زالوا في الداخل السوري، ظروفًا نفسية صعبة كافتقاد ذويهم، الذين غيب بعضهم الموت، أو وقوعهم تحت ظروف معيشية واجتماعية قاسية، وخصوصًا في المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، حيث تبقى أصوات القصف وأخبار القنص والقتل هي اللغة الطاغية في عالم يتحكم به الكبار.
وانطلاقًا من أن الأطفال هم جيل الغد وبناته الحقيقيون، قامت مجموعة المغتربين الحلبية «فسحة أمل» وبمبادرة تطوعية لإعادة تأهيل حديقة السكري في المناطق المحررة بمساحتها التي تبلغ 30 ألف متر مربع، في محاولة لإعادة رسم الفرحة على وجوه الأطفال، ليكون المشروع الأول من نوعه الذي يهتم بالأطفال في حلب المحررة، ليجيء حفل عيد الأضحى ويكون بهجة للأطفال، ويدًا ترسم الضحكة على وجوههم.
وفي حديث لعنب بلدي مع أحد المتطوعين في المبادرة، والذي فضل عدم ذكر اسمه، اعتبر أن ثمن الصواريخ المستخدمة في الحرب داخل سوريا يبلغ سعر بعضها ما يزيد عن عشرة آلاف دولار، بينما «ضحكة الأطفال اليوم وهم يستخدمون ألعابهم الجديدة والتي صممت للحفاظ على طفولتهم وسلامتهم تساوي الكثير».
في الوقت المحدد، انتظرت الحديقة روادها، 250 طفل من قاطني البيوت المحيطة إلى جانب 250 طفل من أيتام فسحة أمل، تجمعوا على باب حديقة فسحة أمل (السكري سابقًا) استعدادًا للاحتفال بثاني أيام عيد الأضحى المبارك. توزعوا لدى دخولهم إلى فرق، وزينت سواعدهم بأساور ملونة، كل فرقة بلونها الخاص، وكل مشرف مع فرقته الخاصة، مع عدد من المشرفين بلغ عددهم 15 متطوعة في فسحة أمل.
الطفل ملهم وبفرحة تملأ وجهه يقول: لم أدفع نقودًا، ولكن أكلت غزل البنات ولعبت. بينما تقول إحدى الأمهات اللواتي حضرن الحفل: اعتاد ابني ألا ينام خوفًا من أصوات القصف، أما الآن فهو ينام فرحًا في انتظار احتفال الغد، وهذا قلق من نوع جديد، لم يألفه منذ ابتدأ القصف على مناطقنا.
وتضمنت فعاليات الحفل قسمًا للأشغال اليدوية، وفقرة الحفل الغنائي مع الشخصيات الكرتونية المحببة. كما قام بعض الأطفال بالمشاركة في مسرحية صامتة هدفت لزرع الأمل في نفوس باقي الأطفال.
بلمسات بسيطة وإمكانيات محدودة تذوق الأطفال لساعات قليلة طعم الطفولة، ولتستمر الحديقة باستقبال روادها من الأطفال لتكون لهم فسحة للأمل، في حديقة الأمل.