عنب بلدي – العدد 88 – الأحد 27/10/2013
ملاك جمعة، ذات الأعوام الخمسة تدخل ضمن ضحايا الموت بسبب «سوء التغذية» في منطقة الحجر الأسود جنوب دمشق المحاصر ليصبح عدد ضحايا سوء التغذية إحدى وعشرين ضحية.
حيث أكد الطبيب عامر، مدير المشفى الميداني، أن حصيلة الأسبوع المنصرم من الموت بسبب سوء التغذية من الأطفال وحدهم تجاوزت ثلاث حالات، إذ قضى القتلى أيامًا بأمعاء خالية بعد إصابتهم بأمراض معوية، ونقص في الدم، وتكلس في العظام، بسبب عدم توافر الغذاء في ظل نقص كامل للمواد الطبية والإسعافات الأولية، والمستلزمات الطبية .
كما وثق الناشطون 18 حالة وفاة بسبب الجوع كان بينهم 11 طفلًا: ملاك جمعة، محمد عبدالرحمن محمد،
عائشة محمد إبراهيم، عائشة رضوان المحمد. بينما تعذر ذكر الأسماء الأخرى بسبب رفض الأهل الإفصاح عن أسماء أبنائهم خوفًا من الاعتقال، حيث يبقى لديهم أمل في أن يعيد النظام فتح الحواجز لإدخال الغذاء.
مع إعلان قوات النظام عن حملة على الجنوب الدمشقي بعنوان «جوع أو ركوع» وذلك بإغلاقها كلًا من حاجز السبينة وحاجز مخيم اليرموك، وهي المداخل الوحيدة للمنطقة التي تتألف من مخيم فلسطين، الحجر الأسود، السبينة، الذيابية، البويضة، الست زينب، ببيلا، حجيرة، يلدا، القدم، ليتم حصار 500 ألف مدني سوادهم الأعظم من أبناء الجولان.
وقد كان هذا الحصار منظمًا منذ 10 أشهر على محيط المنطقة المغلقة بطبيعة بنيانها العمراني والطرقات الدولية التي تقع تحت سيطرة النظام، وكانت الحواجز لا تسمح بدخول وخروج غير النساء وكبار السن لجلب الحاجيات بشكل مقنن، وقد تم اعتقال عشرات العائلات على هذه الحواجز لأسباب غير معروفة، بالإضافة إلى منع إدخال أكثر من خمسة أرغفة من الخبز وهو الحد الأدنى لمعيشة الشخص، ليبقى العدس الغذاء الوحيد المتوفر للناس والذي باتوا يستخدمونه بعد العجن كالخبز.
ومع عجز طبي في المنطقة وافتقار لوجود كادر طبي متخصص، وانعدام معظم مستلزمات الإسعاف الأولي، ترتفع نسبة الموت جراء إصابات غير مميتة أو أمراض يتعرض لها السكان في تلك المناطق.