علمت عنب بلدي من مصادر مطلعة، أن اتفاقًا تجري مناقشته حول نقل مقاتلي “لواء الأقصى” إلى الرقة، بعد أيام من مواجهات وصفت بـ”العنيفة” بين الطرفين في ريف حماة.
وسيطرت “هيئة تحرير الشام” منذ أيام وحتى الخميس 16 شباط، على مواقع لـ “اللواء” في ريفي حماة وإدلب، كان آخرها بلدة حيش، وتلة الصياد جنوب غرب مدينة خان شيخون.
ووفق المعطيات الحالية بقي مقاتلو “لواء الأقصى”، داخل خان شيخون ومدينة مورك، في ريف حماة الشمالي.
لم تؤكد المصادر التوصل إلى الاتفاق حتى ساعة إعداد الخبر، بينما تناقل ناشطون الخبر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحاولت عنب بلدي التواصل مع عماد الدين مجاهد، مدير العلاقة الإعلامية في “هيئة تحرير الشام”، إلا أنها لم تتلق ردًا.
القيادي السابق في “جبهة فتح الشام”، صالح الحموي، وصاحب حساب “أس الصراع في الشام”، أكد عبر “تلغرام”، أن “المفاوضات في آخرها لخروج جند الأقصى إلى الرقة بالسلاح الخفيف فقط”.
واعتبر الحموي أن “هؤلاء سيكونون خنجرًا جديدًا في ظهر السنة للأسف”، موجهًا اللوم إلى “هيئة تحرير الشام”.
وتساءل “إن كان السبب الخسائر البشرية، فلماذا وافقتم على إخراجهم إلى الرقة، ورفضتم عرض الأحرار بالقتال معكم ضد الجند؟”.
وكان المتحدث باسم “أحرار الشام”، قال في حديثٍ سابق إلى عنب بلدي، ردًا على سؤاله حول تحييد الحركة نفسها من القتال، إن استهداف “لواء الأقصى، يوحي أن “الهيئة أو فتح الشام تحديدًا لديها سياسة خاصة لهذا الملف وتتعامل معه وكأنه مشكلة متعلقة بجماعة لها سلطة عليها، وبالتالي تدخل أي فصيل سيحرج مختلف الأطراف”.
الحموي استذكر حوادث سابقة وقال “في شباط 2014 ساعدت النصرة ألف داعشي في الهروب إلى البادية، حين انتفض الشمال كله للقتال ضد داعش، وجميعهم بدعوى الانشقاق عن الأخيرة”.
وأضاف “اليوم قد يتكرر المشهد باتفاق جاري صياغته عبر وسطاء مع جند الأقصى، لإخراجهم بالسلاح الخفيف من ريف حماة إلى الرقة”.
تشكلت “الهيئة” بقيادة هاشم الشيخ (أبو جابر)، في 28 كانون الثاني الماضي، من خلال اندماج كل من: “فتح الشام”، “نور الدين زنكي”، “جيش السنة”، “لواء الحق”، و”جبهة أنصار الدين”، وانضمت إليها فصائل أخرى لاحقًا.
بينما انشق “لواء الأقصى” عن تنظيم “جند الأقصى” المنحل أواخر العام الماضي، على خلفية مبايعة الأخير لـ”جبهة فتح الشام”، ويتهم بارتباطه بتنظيمي “الدولة الإسلامية” و”القاعدة”.
وجرت اشتباكات وقصف متبادل بين الطرفين، إذ استهدفت “تحرير الشام” مواقع تابعة لـ “الأقصى” في بلدات كفرزيتا والتمانعة وخان شيخون و مورك والركايا في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
ووفق معلومات عنب بلدي، فقد قتل خلال تلك الاشتباكات أكثر من مئتي مقاتل، أغلبهم من محافظة حماة.