أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن تقسيم سوريا لمناطق نفوذ هو السيناريو الأسوأ لتطور “الأزمة الحالية”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو اليوم، الأربعاء 15 شباط، وقال إن “تقسيم سوريا المحتمل لمناطق نفوذ سيمثل الخيار الأسوأ، لأننا نعلم أن ذلك قد يؤدي إلى استمرار النزاعات الأهلية التي تمر بهما البلاد منذ سنوات طويلة”.
ويسيطر على الساحة السياسية والميدانية السورية مشروعان، يتم الترويج لهما والعمل عليهما من قبل أطراف محلية وإقليمية مؤثرة، وهما مشروع “سوريا المفيدة” الذي طرحه رئيس النظام السوري بشار الأسد.
أما الثاني فهو مشروع “الفيدرالية”، الذي بدأه حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي (PYD)، مطلع العام 2014، بالإعلان عن مشروع “الإدارة الذاتية” في المناطق ذات الغالبية الكردية.
وأضاف دي ميستورا “نحن في الأمم المتحدة، بدورنا، لن ندعم هذه العملية في أي حال من الأحوال”، مشيرًا “هذا لا يستبعد أن يشمل مشروع الدستور السوري الجديد مسألة تخفيف مركزية السلطة التي من الضروري مناقشتها”.
وكان المبعوث الأممي أعلن صباح اليوم، أن المحادثات التي تشهدها العاصمة الكازاخستانية أستانة غدًا، ستناقش وقف إطلاق النار، والحديث عن مشروع الدستور الروسي الذي طرح في أستانة الماضي.
وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، أعرب عن أمله في “العثور على سبل فعالة لحل الأزمة السورية خلال المفاوضات بين أطراف النزاع، المزمع إجراؤها في جنيف الأسبوع المقبل”.
وأوضح أن “الحديث يدور عن اتفاق سياسي من شأنه أن يعطي نتائج ملموسة، بما في ذلك، وبالدرجة الأولى، أن يسمح بإعادة اللاجئين ومواجهة الإرهاب الدولي”.
وفي بحث حمل اسم “أطروحات التقسيم في سوريا ومواقف الدول منها” للصحفي هاني حاج أحمد، أشار إلى أن مواقف الدول الإقليمية والدولية الفاعلة والمؤثرة في سوريا تتباين تجاه ملف التقسيم، بين مؤيد ومعارض لهذه الفكرة.
إذ ترفض تركيا جملة وتفصيلًا تقسيم سوريا، سواء كان على أسس طائفية أو قومية، وهو ما قاله رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو من طهران، إن “تركيا ترفض أن تقسم سوريا إلى دويلات”، وذلك في لقاء سابق جمعه مع المسؤولين الإيرانيين.
بينما تتبنى إيران موقفين متناقضين تجاه مشاريع التقسيم المطروحة، فمن جهة تتفق مع أنقرة في رفضها مشاريع التقسيم، في حين هنالك الموقف الإيراني الذي يقبل به، وذلك بعد استحالة الحسم العسكري من قبل النظام رغم دعم إيران له، الأمر الذي جعل الأخيرة ترى في التقسيم خدمة لمصالحها.
أما روسيا فترى أن استعادة الأسد سيطرته على كافة الأراضي السورية أمر غير ممكن، وأن الحل الأفضل هو الفيدرالية.
فيما تتسم السياسة الأمريكية باللجوء إلى اقتراحات التقسيم في مواجهة الأزمات الطائفية التي تنشأ في فترة ما بعد الحروب، في دليل على عدم نجاحها في إعادة الاستقرار إلى هذه المناطق.