شهدت إسطنبول الأسبوع الماضي، عملية سرقة غريبة، إذ سرقت بناية كاملة مؤلفة من 11 طابقًا في ليلة واحدة، عقب تخليتها من السكان.
الشرطة: قد تنهار بأي لحظة
وكانت شرطة منطقة “باهتشلي إفلار”، طلبت الجمعة الماضية، من الأهالي إخلاء البناية، خوفًا من انهيارها بأي لحظة، بسبب الإنشاءات المجاورة لها.
وترك ساكنو البناية الواقعة في حي “شيرين إفلار”، منازلهم في ذات اليوم، وذهبوا إلى بيوت أقاربهم، دون أخذ حاجياتهم معهم.
“تحت حماية الدولة”
وبحسب ترجمة عنب بلدي عن “CNN Türk”، أخبرت الشرطة الأهالي المذعورين، أن “منازلهم بأمان، وهي تحت حماية الدولة”.
ثم قامت الشرطة بختم البناية بالشمع الأحمر، بعد مغادرة السكان، وحاوطتها بحواجز أمنية.
وأكدّ أحد الساكنين أن الشرطة قالت لهم “البناء تحت حماية الدولة، لا تقلقوا، وإن حدث شيئًا اتصلوا بنا”.
حتى الخبز واللحمة في البرّاد
لكن ما حصل في اليوم التالي للإخلاء لم يكن بالحسبان، إذ وجد أحد الأهالي أن الشمع الأحمر أزيل والحواجز تباعدت.
وعندما دخلوا إلى البناية، صعقوا بما رأوا، فجميع المنازل في المبنى سرقت سرقت.
وأكّد الساكنون أن اللصوص سرقوا كل شيئ بما فيه ألعاب الأطفال، أشياء الزينة، الملابس، إلى جانب الأطعمة والخبز واللحمة داخل البرّادات.
سرقوا العظم
ولام أحد الساكنين الشرطة على ماحدث، معبرًا عن غضبه واستيائه من “الإهمال الشديد”، إذ يفترض ألا يحصل هذا.
وقال “هم قالوا لنا، لا تخشوا شيئًا! البناء تحت حماية الدولة”، وأضاف ساخرًا “انظروا كيف هو تحت حمايتها”.
وتابع الساكن أن اللصوص سرقوا كل شيء بما فيه ملابس إبنه ذو العشرة أشهر.
وبين غاضب وساخر، أضاف آخر، أن اللصوص سرقوا كل شيء، وقال “حتى العظام المتبقية من (عيد الأضحى) الماضي، لم تسلم منهم”.
وأشار الساكن، أنه لم يرَ شيئًا كهذا في حياته، وأكمل كلامه ضاحكًا.
الشرطة لم تكتب الضبط
وفي هذه الأثناء ادّعى أهالي البناء أن الشرطة ذهبت دون إتمام الإجراءات اللازمة.
وقالت إحدى الساكنات “ذهبوا دون أن يدخلوا البناء، بحجة أن البناء قد ينهار بأي لحظة، فغادروا دون كتابة الضبط حتى”.
وأشار ساكن آخر مستاءً من “إهمال” الشرطة، إلى أن عملية السرقة منظمة.
فقال “هذا عمل منظم لا بد… سرقت بناية كاملة بين ليلة وضحاها، هذا أمر غير مقبول… أين الدولة؟”
وفي ضوء هذه المعطيات بقي الأهالي غاضبين من إهمال الشرطة، وهم ينتظرون من السلطات إيجاد الحل لهم.