حذر المنسق المقيّم للأمم المتحدة، علي الزعتري، من “كارثة إنسانية وشيكة” في أربعة مناطق محاصرة في سوريا، مناشدًا الأطراف كافة السماح بإيصال مساعدات عاجلة إلى 60 ألف شخص من سكانها.
ونقلت وكالة “فرانس برس” اليوم، الثلاثاء 14 شباط، عن الزعتري مطالبته لـ”جميع الفرقاء التوافق من أجل الوصول الفوري إلى البلدات الأربعة الزبداني والفوعة وكفريا ومضايا”.
وأضاف المنسق “يقطن 60 ألف من الأبرياء ضمن حلقة مفرغة من العنف اليومي والحرمان، يسود فيها سوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية المناسبة”.
ويرتبط مصير بلدة مضايا والزبداني ببلدتي كفريا والفوعة شمال إدلب، باعتبارها مشمولة باتفاقية تهدئة منذ العام الفائت، وقد انهارت تدريجيًا مطلع الشهر الجاري، إثر القصف المتبادل بين الأطراف.
وأُدخل ملف بلدتي مضايا والزبداني إلى اتفاق الإجلاء في مدينة حلب في الأيام الماضية، على أن يخرج 1500 شخص من البلدتين مقابل 1500 من الفوعة وكفريا في إدلب، إلا أن اتفاق البلدتين عُلّق دون خروج أي مدني أو جريح.
وأضاف الزعتري إن “الوضع ينذر بكارثة إنسانية وشيكة، ولذلك نحن بحاجة إلى ترسيخ مبدأ حرية الوصول إلى المحتاجين الآن، دونما الطلب المتكرر للوصول”.
كما أنه “ما يزيد من حدة الحصار الجائر وغير المبرر على الإطلاق ترتيبات المعاملة بالمثل بين البلدات، ما يجعل وصول المساعدات الانسانية عرضة لمفاوضات مضنية لا تقوم على المبادئ الانسانية”.
وكان ناشطون مدنيون من مضايا، أطلقوا مبادرة في 26 كانون الأول 2016، بالتعاون مع المنظمات والهيئات والتجمعات المدنية، تمهّد لخارطة حل في بلدة مضايا والزبداني.
وشملت الحفاظ على حالة وقف إطلاق النار، وإيقاف العمليات العسكرية من الطرفين وجعل المنطقة آمنة، إضافةً إلى خروج الحالات الطبية الطارئة من جرحى ومرضى من مضايا والزبداني.
إلا أن النظام و”حزب الله” لم يلتزما بوقف إطلاق النار، كما أن عناصر الحزب يمنعون حتى اليوم خروج أي حالة من المنطقة، ما أدى إلى وفاة بعض المرضى تحت وطأة الفشل الكلوي وأمراض أخرى، بالتزامن مع تدخل بطيء من قبل الأمم المتحدة لإنقاذ الحالات الإنسانية.