عنب بلدي – العدد 87 – الأحد 20-10-2013
دمشق تُعيّد على وقع القصف والجيش الحر يسيطر على معمل تاميكو الاستراتيجي
استهدف الجيش الحر العاصمة دمشق بسلسلة من القذائف تزامنًا مع حلول عيد الأضحى، فيما سيطر مقاتلوه على معمل تاميكو الاستراتيجي، معلنًا تقدمه على أبواب دمشق يوم السبت 19 تشرين الأول.
وبعد أن هدّد الجيش الحر بقصف المقار الأمنية في دمشق في حال لم ترفع قوات الأسد حصارها عن جنوبها، سُجلت سلسلة من القذائف في قلب دمشق لم تحقق أهدافها، إذ تعرض حيّ القنوات الدمشقي الاثنين أول أيام عيد الأضحى لقذيفة هاون بالقرب من مقر قيادة الشرطة أسفرت عن 3 شهداء واحتراق منزل ومحل تجاري وفق ما نقله شهود عيان لعنب بلدي، مشيرين إلى مخاوف من الأهالي بأن أي قذائف أخرى في المنطقة تنذر باحتراق أسواق القنوات القديمة التي تتميز بعمرانها الأثري وأسقفها الخشبية، فيما سقطت قذيفة أخرى على باب مسجد الصحابة في منطقة الجزماتية في حي الميدان دون إصابات.
كما سقطت عدة قذائف هاون بالقرب من السفارة الروسية في حي المزرعة، وقذيفة أخرى على كنيسة الأرمن الكاثوليك في باب توما.
وأفادت شبكة شام الإخبارية أن ثماني قذائف سقطت على أحياء المهاجرين والمالكي والروضة بدمشق، وقذيفة في منطقة الشيخ رسلان بباب شرقي، إضافة إلى قذيفة في حديقة ملعب الفيحاء شرق حي التجارة.
وقد تبنّت كتائب في الجيش الحر -منها لواء الإسلام في الغوطة الشرقية- مسؤوليتها عن القصف، ونشرت تسجيلات لإطلاق قذائف هاون محلية الصنع غالبًا، لكن هذا النوع من القذائف لا يمكنه إصابة الأهداف بشكل دقيق.
بدورها ردّت قوات الأسد بقصف عنيف على بلدات الغوطة الشرقية والغربية طال حرستا وحي القدم ومخيم اليرموك وحيي القابون وبرزة، إضافة إلى مدينتي داريا والمعضمية.
في سياق متصل أعلن الجيش الحر تحرير معمل تاميكو للأدوية على أطراف بلدة المليحة جنوب دمشق بالكامل، بعد أن حولته قوات الأسد إلى ثكنة عسكرية ودعمته بتعزيزات كبيرة، ما جعل منه هاجسا لسكان الغوطة الشرقية وجنوب دمشق.
بدأت العملية بإدخال عربة BTR مفخخة بأطنان من الـ TNT، إلّا أن سائقها استطاع الخروج منها وتفجيرها عن بعد، ثم دارت اشتباكات عنيفة داخل أسوار المعمل حتى استطاع الثوار دخوله وتمشيط أبنيته، فيما انسحب مقاتلو الأسد إلى حاجز النور المؤلف من 7 حواجز لتنتقل الاشتباكات إليه.
وقد أسفرت العملية عن مقتل 30 عنصرًا بينهم ضباط برتبة عقيد ونقيب وملازم أول داخل المعمل، فيما قُتل 20 آخرون على حاجز النور، وفق تصريحات لوائل علّون المتحدث الرسمي باسم كتائب شباب الهدى التي شاركت في العملية مع ألوية الحبيب المصطفى وحركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة وكتائب عيسى بن مريم إضافة إلى جيش الإسلام، بإشراف غرفة عمليات «جند الملاحم»، بينما سقط 7 مقاتلين في صفوف الكتائب المهاجمة.
وقد بث ناشطون تسجيلًا مصورًا داخل المعمل يظهر كميات كبيرة من أبر «الأتروبين» التي تعدّ علاجًا أوليًا للمصابين بالغازات السامة، وقد عانت الكوادر الطبية في الغوطة الشرقية من انقطاع هذا العقار أثناء الهجوم الكيماوي على الغوطتين في آب الفائت.
قوات الأسد ردّت على انسحابها من المعمل بقصفٍ مدفعيٍ عنيف طال مدينة المليحة والقرى المحيطة بها، إضافة إلى 7 غارات جوية على المنطقة.
ويعد معمل تاميكو وحاجز النور، خط الالتماس الأول بين المناطق التي تخضع لسيطرة الجيش الحر في الغوطة والمليحة وبين المناطق التي تتحصن فيها قوات الأسد في دمشق، والسيطرة عليهما تفتح الباب أمام الثوار لدخول دمشق عن طريق جرمانا.