عنب بلدي – معضمية الشام
عَلِق مئات الأطفال والنساء أثناء محاولتهم الخروج من مدينة المعضمية عند حاجز لقوات الأسد يوم الأربعاء، فيما لاذ فريق الصليب الأحمر بالفرار بعد إطلاق للنار أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وقال مراسل عنب بلدي في داريا أن حاجز «الكازية» الذي يقوم بالعملية منع مئات المدنيين من التقدم، فيما هرب فريق الصليب الأحمر بعد إطلاق النار بالرشاشات وسقوط عدة قذائف مدفعية على مقربة منهم، وأفاد المراسل بسقوط شهيدين وجرح أكثر من عشريين مدنيًا بينهم أطفال ونساء بنيران قوات الأسد، بذريعة أن الجيش الحر استهدف الحاجز بقذيفة RBG.
وقد استخدمت قوات الأسد المدنيين دروعًا بشرية في محاولة لاقتحام المدينة بعد انسحاب لجنة الصليب الأحمر التي حاولت إجلاءهم، لكنّها تركتهم قرب الحاجز، لتتوقف عملية إخلاء المدنيين من المدينة.
كما بث المجلس المحلي لمدينة المعضمية تسجيلًا يظهر حالة الهلع الشديدة التي أصابت المدنيين إثر إطلاق النار عليهم، داعيًا الأمم المتحدة والهيئات الإغاثية إلى فتح ممرات إنسانية وإنقاذ المحاصرين في الداخل.
ونقل مراسل عنب بلدي حالة التوتر بين عدد من عناصر الجيش الحر وقياداته في المدينة، بعد أن سلّم اثنان من عناصر الحر أنفسهما إلى قوات الأسد أصيب أحدهما في قدمه أثناء اقترابه من الحاجز، فيما حاول قادة الحر منع أيٍّ من الشباب «تسليم أنفسهم إلى الموت» وفق تصريحات لأبو جمال قائد لواء «شهداء الإسلام» وأبو جعفر قائد غرفة العمليات المشتركة.
وقد اعتقل مراسل عنب بلدي من قبل مكتب الأمن التابع للجيش الحر في المعضمية أثناء قيامه بتصوير انتظار المدنيين قدوم لجنة الصليب الأحمر يوم الأربعاء، إلى أن أفرج عنه إثر اتصاله بأحد وجهاء المعضمية بعد قرابة نصف ساعة.
في سياق متصل حاولت قوات الأسد اقتحام مدينة المعضمية من محور اوتوستراد الأربعين، تزامنًا مع قصف عنيف استهدف الأبنية السكنية الأسبوع المنصرم، لكن مقاتلي الجيش الحر تصدوا للهجوم ما أسفر عن اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
يذكر أن عدد المدنيين الذين خرجوا بموجب الاتفاق وصل قرابة 3000 معظمهم من النساء والأطفال، بينهم 200 من أهالي داريا، فيما بقي قرابة 6000 آخرون يعانون نقصًا حادًا في الأغذية والمواد الطبية جراء حصار مفروض منذ قرابة عام كامل.