40 امرأة من مدينة نوى ينسجون
“لباسنا إنتاجنا”.. معرض لبيع الألبسة المصنوعة يدويًا في درعا
عنب بلدي – خاص
حول قطعة صوفية نُسجت خيوطها بألوان علم الثورة السورية، وكتب عليها اسم “الشهيد” الطفل حمزة الخطيب، تجمّع العشرات من زوار معرض الألبسة الصوفية في مدينة نوى، بريف درعا الغربي، والذي جاء ضمن مشروع “لباسنا إنتاجنا”، الذي ترعاه مؤسسة “بذرة نماء”، وأنهى فعالياته، التي استمرت على مدار ثلاثة أيام، الأربعاء 8 شباط.
طُرحت القطعة الصوفية للبيع ضمن مزاد علني، إلى أن بيعت بمبلغ 110 آلاف ليرة سورية، لممثلي وزارة الإدارة المحلية، في الحكومة المؤقتة، الذين حضروا المعرض، وجاءت الخطوة “تشجيعًا من الوزارة”، وفق المشرف العام على مؤسسة “بذرة نماء”، سامر خبي.
لا تعطني سمكة
تعمل مؤسسة “بذرة نماء” الإنسانية، في مجالات مختلفة، أبرزها التعليم والدعم النفسي وتمكين المرأة. |
أم محمد، واحدة من 40 متدربة، شاركن في صنع الألبسة الصوفية، تقول لعنب بلدي إن “عائلات الشهداء والمعتقلين تعاني من الإهمال في الدورات التدريبات، والتي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي لأفرادها، في حين أصبحت تعتمد بشكل أساسي على المساعدات الإغاثية”.
الدورة التدريبية مكّنت أم محمد، الذي مايزال زوجها معتقلًا لدى النظام السوري، من اكتساب مهارات حياكة الصوف، ووصفتها بأنها التطبيق الحقيقي لحكمة “لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصيد”، مشيرةً إلى أن المعرض أتاح للمجتمع التعرف على النساء العاملات في المجال، “ما يسهل إمكانية التواصل معهن في حال توافر فرص العمل”.
230 قطعة في شهرين
المشروع دعمه مغتربو نوى، “لإيجاد دخل لعائلات الشهداء والمعتقلين، يكفيهم عن سؤال الناس، ويعلمهم مهنة ربما تستفيد منها العائلة في المستقبل”، بحسب سامر خبي، الذي أوضح لعنب بلدي أن المشروع يقوم على مرحلتين.
بدأت المرحلة الأولى من خلال تعليم المتدربات على نسج الصوف، مطلع كانون الأول الماضي، واستمرت على مدار شهر، بينما أنتجن 230 قطعة بأحجام مختلفة خلال شهرين، بحسب المشرف العام على “بذرة نماء”.
خبي وصف نوعية المنسوجات الصوفية، بأنها “جيدة وأسعارها رمزية مقارنة بما يباع في الأسواق”، موضحًا أن “نسبة المبيعات خلال المعرض وصلت إلى 65%، بينما ستوزّع الأرباح على المتدربات ويتم تدوير رأس المال للمشروع”، بعد أن سوّقها القائمون على المشروع من خلال المعرض، والتواصل مع الباعة وغيرهم من الراغبين بشراء المنسوجات.
ويرى مشرف المؤسسة أن المشروع عانى العديد من الصعوبات، أبرزها قلة الخيوط الصوفية وغلاء أسعارها في حال وجودها، إضافة إلى صعوبة جلبها من مناطق سيطرة النظام، مؤكدًا أن المرحلة الثانية ستتضمن التدريبات حول كيفية استخدام ماكينات الخياطة، “وستبدأ في القريب العاجل على أن تشمل نفس المتدربات”.
أجمع من استطلعت عنب بلدي آراءهم من زوار المعرض على أن الألبسة “نسجت بإتقان”، وتختم أم محمد حديثها مطالبة المنظمات بأن تُركّز جهودها على مساعدة العائلات من خلال الدورات التدريبية، “لا أن تكتفي بتقديم المساعدات العينية والمالية، فالأمر أصبح ملحًا أكثر من ذي قبل”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :