د. أكرم خولاني
تحدثنا في العدد الماضي عن التهابات المجاري البولية عند الأطفال وأعراضها وطرق تشخيصها وعلاجها، وأشرنا إلى ضرورة العلاج السريع والكامل لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة على الكليتين، ولا بد من تسليط الضوء على بعض الاستقصاءات الشعاعية التي يجب إجراؤها في حالات خاصة للتوصل إلى السبب المؤدي إلى المرض وعلاجه بشكل صحيح ونهائي.
ولكن قبل ذلك سنعرّف بطرق أخذ عينات البول عند الحاجة لإجراء الزرع الجرثومي.
كيف يتم أخذ عينة البول لإجراء الزرع الجرثومي
- جمع عينة نظيفة: هذه الطريقة كافية لإجراء التقييم الخلوي في البول، لكنها قد تكون غير مناسبة لإجراء الزرع بسبب ارتفاع احتمالية التلوث فيها، وتتم عند الأطفال الذين يستطيعون الذهاب إلى المرحاض، بأخذ عينة في وعاء معقم من منتصف التبول بعد غسل فتحة البول بمحلول معقم ثم بالماء، مع التنبيه عند الإناث لضرورة تبعيد الشفرين يدويًا لتجنب تلوث البول أو تماسه مع الجلد. أما في الرضع وصغار الأطفال الذكور والإناث فيمكن تطبيق كيس بلاستيكي لاصق (يتوفر في الصيدليات) بعد تطهير المنطقة التناسلية.
- القثطرة العقيمة للمثانة: وتجرى هذه الطريقة عندما يحتاج الأمر لدقة أكثر.
- البزل فوق العانة: ويجرى عن طريق الجلد بواسطة إبرة تدخل إلى المثانة الممتلئة بالبول بطريقة عقيمة، وهذه الطريقة هي الأدق في تشخيص الإنتانات البولية عند الأطفال.
ما الاستقصاءات الواجب إجراؤها عند الإصابة بإنتان المجاري البولية عند الأطفال؟
التصوير الإيكوغرافي للجهاز البولي: يوصى بإجرائه لكل طفل يصاب بالتهاب المجاري البولية لنفي وجود استسقاء في الكليتين أو خراجات كلوية أو حول الكلية أو وجود آفات بنيوية تؤهب للإنتان البولي، ويعتبر ضروريًا عند كل طفل يصاب بالتهاب المجاري البولية وعمره دون السنتين.
تصوير المثانة والحالب الظليل بالطريق الراجع أثناء التبويل (VCUG): ويجرى عند الإناث بإدخال قثطرة صغيرة في فتحة البول لتصل إلى المثانة ثم تحقن مادة ظليلة، أما عند الذكور فيتم حقن المادة الظليلة عبر إبرة تغرز فوق العانة لتدخل إلى المثانة، ثم يقوم طبيب الأشعة بأخذ صور متتابعة أثناء التبويل لدراسة تشريح الجهاز البولي عن طريق ارتسام المادة الظليلة. ويجرى هذا التصوير لكشف وجود جذر (ارتجاع) بولي من المثانة نحو الحالب أو الكلية والذي يوجد عند 25 – 30 % من الأطفال تحت عمر عشر سنوات ولديهم إنتانات بولية، ويعالج دوائيًا أو قد يحتاج للجراحة.
ويوصى بإجراء هذا التصوير لكل الأطفال المصابين بالتهاب المجاري البولية الحاد بعد ثلاثة أسابيع من معالجة الإنتان الحاد، لكنه يعتبر ضروريًا في الحالات التالية:
- عند كل طفل لديه إنتان بولي ولا يستجيب للمعالجة المناسبة بالمضادات الحيوية خلال 48 ساعة.
- عند كل طفل لديه التهاب مثانة وكشف لديه استسقاء كلية بالإيكو.
- عند كل طفل لديه التهابات بولية متكررة وعمره أقل من سنتين.
- عند كل طفل ذكر وعند كل أنثى عمرها أقل من خمس سنوات وحدث لديهم التهاب حويضة وكلية.
- عند كل أنثى عمرها فوق خمس سنوات وحدث لديها التهاب حويضة وكلية للمرة الثانية.
تصوير الكليتين الومضاني بالنظائر المشعة (DMSA): ويتم عن طريق حقن الطفل بالوريد بمادة مشعة، حيث تتركز هذه المادة في الكلى وتكشف وجود تندبات أو تأذي فيها نتيجة بعض الأمراض كالتهاب الحويضة والكلية المهمل أو المتكرر، وينصح به عادة في الحالات التالية:
- عند الطفل الذي أصيب بالتهاب حويضة وكلية وعمره تحت خمس سنوات، وهنا يجرى أيضًا تصوير المثانة والحالب الظليل بالطريق الراجع.
- عند الطفل الذي أصيب بالتهاب حويضة وكلية وعمره فوق خمس سنوات، ولا حاجة عندها لإجراء تصوير المثانة والحالب الظليل بالطريق الراجع.