يعتبر بيل هاندلي من أشهر المعلّمين عالميًا في طرق التدريس، وله العديد من الكتب لتقليل العقبات في تعلّم اللغات والرياضيات، انطلاقًا من تجربته في تعلم 15 لغة مختلفة كتابة ونطقًا، وعمله كمدرّس رياضيات في عدد من الدول.
لا يشبه كتاب “تعلّم لغة جديدة بسرعة وسهولة” كتب التنمية البشرية التي تكرر بعضها البعض، إذ يلخّص فيه بيل تجاربه مع اللغات على اختلاف جذورها وأنواعها وأبجدياتها، ويسير مع القارئ خطوة بخطوة لبناء منهج دراسيّ خاص به.
يعدّ الكتاب دليلًا للتعلم الذاتيّ، فمن خلال قرابة 200 صفحة موزعة على 21 فصلًا، يركّز بيل على تبديد رهبة تعلّم اللغات، ويرى أن 30 دقيقة يوميّة لتعلّم أساسيات اللغة ستجعلك “قادرًا على تحدثها بدرجة معقولة خلال أسبوعين”.
وهو ما طبقّه هاندلي بنفسه عند دراسة اللغة الإيطالية، في حين مكّنه تخصيص 30 دقيقة يوميًا لمدة ستة أسابيع من إجراء محادثة بسيطة بالألمانية، تحوّلت إلى تحدّث “دون صعوبة” بالاستمرار على النهج ذاته ستة أشهر. ولعلّ السر في ذلك كله حسب الكاتب هو في اختيار المنهج المناسب للمفردات الأساسية التي ستحتاجها للتركيز عليها، ويقول في ذلك “تعلم هذه الكلمات أفضل كثيرًا من تعلّم عبارات فارغة مثل (قلم عمتي فوق مكتب عمي)”.
يؤكد هاندلي على أهمية الأثر التراكمي للتعلم، بتحديد المستوى الذي ترغب بالوصول إليه (تبعًا لهدف تعلّم هذه اللغة أو تلك)، واختيار منهج خاص بك لإنجاز هذا المستوى خلال فترة زمنية معيّنة، ومن ثمّ الإصرار على الدراسة اليوميّة المقسّمة إلى عدة حصص مدة كل منها عشر دقائق.
من الأمور الجديدة التي يطرحها بيل في منهجه، هو تعلم نطق اللغة قبل فهمها، إذ يعتبره أمرًا حيويًا وأولويًا ويرى أنه يجب عدم البدء بالتعلم الفعلي للغة إلى أن تستطيع القراءة بها بلفظ صحيح، عبر تعلّم قواعد لفظ الأحرف.
نُشر الكتاب للمرة الأولى عام 2005 باللغة الإنكليزية، وتُرجم ونشر بالعربية من قبل مؤسسة هنداوي عام 2017، وهو متاح مجانًا على الإنترنت بصيغ pdf، وePUB، وkindle.