هل يعود التوتر بين أنقرة وموسكو بعد مقتل الجنود الأتراك شمال حلب؟

  • 2017/02/11
  • 1:07 م

ترك الشمال السوري العلاقات التركية- الروسية في حالة من التوتر لمدة عام إثر حادثة إسقاط الطائرة الروسية في ريف اللاذقية على يد سلاح الجو التركي أواخر عام 2015، قبل أن تعود العلاقات إلى سابق عهدها، وتتطور حتى وصلت درجة التعاون السياسي، والتنسيق العسكري في ريف حلب الشمالي، ضمن عملية “درع الفرات” ضدّ تنظيم “الدولة الإسلامية”.

إلّا أنّ هذا التعاون لم يحمِ الجنود الأتراك من هجمات تنظيم “الدولة”، ولا من الغارات الجوّية الروسية التي أسفرت مؤخرًا عن مقتل ثلاثة من جنودها وجرح 11 آخرين، في مدينة الباب بريف حلب، الأمر الذي دفع الطرفين إلى إطلاق تصريحات متناقضة، حول كون الغارة خاطئة أو متعمّدة.

رئاسة الأركان التركية، قالت أمس الجمعة 10 شباط، إن جنودها الذين استهدفوا في سوريا بتاريخ 9 شباط، كانوا موجودين في المكان منذ حوالي 10 أيام، وإنها سبق أن أبلغت الجانب الروسي بإحداثياتهم قبل يوم من استهدافهم.

وأضاف البيان أن “الجيش التركي، أرسل في تمام الساعة 23:11 من يوم 8 شباط 2017، إحداثيات المنطقة التي تتواجد فيها عناصره، إلى مركز العمليات الروسية الموجودة في قاعدة حميميم”.

تصريحات الأركان التركية، حملت اتهامًا لروسيا بكون الغارات التي شنتها متعمّدة ولم تتم “بالخطأ”.

وذلك بعد أن أكّد المتحدث باسم الكرملين الروسي أنّ “الأهداف التي قصفتها القوات المسلحة الروسية هي الإحداثيات التي قدمتها تركيا، وكان ينبغي عدم وجود عناصر الجيش التركي في ذلك الموقع”.

من جانبه، اعتبر رئيس المكتب السياسي للواء “المعتصم” المشارك في عمليات “درع الفرات”، مصطفى سيجري، أنّ الغارات التي شنتها روسيا على مواقع تمركز فيها الجيش التركي “هي رسالة صريحة لتركيا لوقف دعمها للجيش السوري الحر”.

كما قال سيجري، في حديثٍ إلى عنب بلدي، إنّ ما تحاول روسيا إظهاره عبر وسائل الإعلام من دعم لعمليات درع الفرات لا يقابله على الواقع تحركات حقيقية.

وأضاف “كل ما تحاول روسيا إظهاره عبر وسائل الإعلام على أنها تدعم وتمهد للجيش التركي والجيش الحر في شمال سوريا، هو غير واقعي، إنما تستمر روسيا بدعم الميليشيات الإيرانية”.

سيجري، أشار إلى أنّ الجانبين الروسي والتركي، يحاولان ضبط تصريحاتهما الإعلامية، إلا أنهما لا يتفقان فعليًا سوى حول موقفهما الداعم لوحدة الأراضي السورية.

ورغم التصريحات التي حملت نفس “الاتهامات المتبادلة” بين الطرفين، إلّا أن حادثة مقتل الجنود الأتراك، تزامنت مع مواجهات بين مقاتلي “الجيش الحر” من جهة، وقوات الأسد من جهة أخرى، في محيط مدينة الباب، لم تستمر لفترة طويلة.د

وأشار محللون عسكريون إلى أنّ الجانب التركي ضغط على “الجيش الحر”، مقابل ضغط روسيا على قوات الأسد والميليشيات الموالية لها، في إشارة إلى استمرار التعاون والتنسيق بين الطرفين.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي