طالب مدير برنامج إفريقيا والشرق الأوسط في منظمة “العفو الدولية”، فيليب لوثر، أمس، الجمعة 10 شباط، بفتح أبواب سجن صيدنايا أمام المراقبين الدوليين، ردًّا على نفي رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ارتكاب جرائم ضدّ المعتقلين.
وخلال مقابلة مع موقع “ياهو نيوز”، قال لوثر إنّ الأسد الذي “حاول تشويه استنتاجات منظمة العفو الدولية، لم يزر سجن صيدنايا العسكري، ولا يقدم أي معلومة عن حقيقة الوضع فيه”.
ردّ المدير في “آمنستي” جاء بعد أن انتقد الأسد أمس تقرير المنظمة الذي نشرته بتاريخ 7 شباط، تحت عنوان “المسلخ البشري”، والذي جاء فيه أن النظام نفذ إعدامات جماعية شنقًا بحق 13 ألف معتقل، أغلبيتهم من المدنيين المعارضين، بين عامي 2011 و2015.
واعتبر الأسد، في مقابلة مع “ياهو نيوز” أيضًا، أنّ “دولة قطر هي من موّلت التقرير”.
كما شكك بمصداقية وحيادية المنظمة وتقريرها رغم انّه استند إلى شهادات حيّة من حراس ومسؤولين في السجن وقضاة سوريين.
ووصف رئيس النظام السوري الصور التي سربها “قيصر” قبل أعوام، وتضمنت توثيقًا لضحايا التعذيب في سوريا، بأنها “فوتوشوب “، متسائلًا “من أكد صحتها؟”.
“قيصر” المنشق عن الشرطة العسكرية، سرّب 50 ألف صورة مروعة لجثث معتقلين لدى النظام السوري مورس عليهم أشد أنواع التعذيب، وكان مسؤولًا عن تصوير وتوثيق الجثث وترقيمها، ونشرت إلى العلن عام 2014.
وأكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” صحة الصور، وأصدرت تقريرًا بعنوان “لو تكلم الموتى: الوفيات الجماعية والتعذيب في المعتقلات السورية”، بعد تحقيق استمر تسعة أشهر، واستند إلى 28 ألف صورة مسربة.
الصحفي الأمريكي وجه سؤاله للأسد هو رده على الصور، فأجاب “من تحقق من تلك الصور وتأكد من أنها ليست معدلة على الفوتوشوب أوبرامج أخرى”.
بينما دعا لوثر الحكومة الروسية إلى الضغط على نظام الأسد، واستخدم نفوذها لإجباره على فتح سجن صيدنايا وكافة مراكز الاحتجاز في سوريا أمام المراقبين الدوليين.
وكان تقرير منظمة العفو الدولية الأخير، أثار ضجة كبيرة في الأوساط الدولية وعلى المستوى الإعلامي، إذ وثّق تفاصيل عمليات التعذيب والإعدام في سجن صيدنايا الواقع في ريف دمشق.
الأمر الذي وضع المنظمة في مواجهة مباشرة مع رئيس النظام عبر تصريحات صحفية تحمل لغة التحدّي.
وتمتلك المنظمة الدولية وثائق مهمة عن تعذيب السوريين داخل سجون النظام، منها تلك التي نشرتها في آب الماضي، ووثقت عبرها مقتل 17723 معتقلًا أثناء احتجازهم في سجون النظام السوري بين آذار 2011، وكانون الأول 2015، أي بمعدل 300 معتقل كل شهر.