أنكر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، تقرير منظمة “العفو الدولية”، الذي تحدث عن عمليات شنقٍ جماعية في سجن صيدنايا، وصور ضحايا التعذيب التي سربها “قيصر” من دمشق.
وفي مقابلة مع موقع “ياهو نيوز” الأمريكي، نشرتها “رئاسة الجمهورية”، الجمعة 10 شباط، واستمرت على مدار 33 دقيقة، اعتبر الأسد أن جميع تقارير “العفو الدولية”، موضع شك وليست حيادية، “لأنها لم تعتمد على دليل محسوس”.
تقرير العفو الدولية “زائف”
ووثقت المنظمة في تقريرها تحت عنوان “المسلخ البشري”، الذي نشرته الثلاثاء 7 شباط، إعدامات وعمليات شنق جماعية، نفذها النظام السوري، بحق قرابة 13 ألف معتقل في سجن صيدنايا.
التقرير اعتمد على شهادات مختلفة، من ضمنها أربعة حراس ومسؤولين في السجن، وثلاث قضاة سوريين سابقين، ومثلهم من الأطباء، إلا أن الأسد قال في المقابلة “هذا لا يعني شيئًا فـ (دولة) قطر مولّت التقرير”.
وردًا على سؤال الصحفي خلال المقابلة: “هل تعلم ماذا يجري داخل سجن صيدنايا؟”، أجاب الأسد “أنا في القصر الجمهوري ولا أعيش في السجن ولا أعرف ما يجري هناك، لكنني أعرف ما يحدث في سوريا أكثر من العفو الدولية، التي تضع تقاريرها استنادًا لمزاعم”.
“صور قيصر فوتوشوب”
ووصف رئيس النظام السوري، الصور التي سربها قيصر قبل أعوام، وتضمنت توثيقًا لضحايا التعذيب في سوريا، بأنها “فوتوشوب “، متسائلًا “من أكد صحتها؟”.
“قيصر” المنشق عن الشرطة العسكرية، سرّب 50 ألف صورة مروعة لجثث معتقلين لدى النظام السوري مورس عليهم أشد أنواع التعذيب، وكان مسؤولًا عن تصوير وتوثيق الجثث وترقيمها، ونشرت إلى العلن عام 2014.
وأكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” صحة الصور، وأصدرت تقريرًا بعنوان “لو تكلم الموتى: الوفيات الجماعية والتعذيب في المعتقلات السورية”، بعد تحقيق استمر تسعة أشهر، واستند إلى 28 ألف صورة مسربة.
الصحفي الأمريكي وجه سؤاله للأسد هو رده على الصور، فأجاب “من تحقق من تلك الصور وتأكد من أنها ليست معدلة على الفوتوشوب أوبرامج أخرى”.
لم ير الأسد تلك الصور وفق ما زعم خلال المقابلة، ورغم أن الصحفي سلمه تقريرًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، صدر عام 2015، يثبت صحة الصور بعد فحصها على أيدي خبراء، إلا أن الأسد تساءل “متى كانت مؤسساتكم نزيهة فيما يتعلق بما يحدث في سوريا؟”.
رئيس النظام السوري اعتبر أن الصور والتقارير عن السجون “بروباغاندا وأخبار زائفة وملفقة هدفها شيطنة الحكمة السورية”، مردفًا “في كل حرب يمكن أن تحدث جريمة فردية ولكنها ليست متسلسلة”.
تضمنت المقابلة، التي أجريت الثلاثاء الماضي، أسئلة حول قضايا مختلفة منها المنطقة الآمنة، والحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية” وغيرها من القضايا، إلا أن إجابات الأسد لم تكن مختلفة عما ردده إعلامه على مدار السنوات الماضية.
بتنهيدة طويلة أنهى الصحفي الأمريكي مقابلته مع الأسد، بعبارة “شكرًا سيدي الرئيس”، بعد إنكار الأخير ما ورد خلال اللقاء، مصرًا أن “سوريا تتعرض لمؤامرة وتواجه دولًا إقليمية كبرى”.