قوة الشعب
جريدة عنب بلدي – العدد 15 – الأحد – 13-6-2012
شكّل التفجيران اللذان شهدتهما دمشق الخميس الماضي تطورًا خطيرًا في مسار الأحداث، وكثرت التحليلات بشأن مسؤولية النظام المباشرة أو غير المباشرة عنهما، ومحاولاته الاستفادة منهما في تشويه صورة الثورة السورية وتشويش الرؤية على المتابعين وتخويف شرائح من السوريين المؤيدين أو الصامتين، وتأكيد روايته أمام الرأي العالمي عن وجود عصابات إرهابية في سوريا وعن خطر القاعدة واحتمالات الفوضى في المنطقة.
لكن هناك جانبًا آخر في هذه التفجيرات ينبغي الانتباه إليه، هو أن النظام يهدف إلى إشعار السوريين بالعجز ويهدد بأن لديه من الوسائل ما لا يستطيعون الصمود أمامه أو الصبر عليه (دون النظر بالطبع إلى لاأخلاقية هذه الوسائل وهمجيتها).
وهذا الشعور بالعجز هو مطمح لدى النظام يسعى إليه بطرق شتى، وقد حاول جاهدًا خلط المفاهيم لدى الشعب السوري ولدى المتعاطفين مع ثورته، وحاول إيهام السوريين أنهم فقدوا زمام الأمور وأن مصير ثورتهم أصبح رهنًا بالقوى الإقليمية والدولية توجهه كيف تشاء.
أما الحقيقة فهي أن الشعب السوري وحده هو من يملك توجيه مسار الثورة، وكما بدأها دون دعم من أحد يمكنه المضي فيها حتى لو تخلى عنه الجميع. وقد ضرب أمثلة رائعة في الإصرار والصمود وفي الإبداع وابتكار أساليب المقاومة والتحدي، وما يزال لديه من كل ذلك الكثير.
إن الاستسلام للشعور بالعجز إزاء إجرام النظام اللامتناهي وتخاذل العالم هو أكبر هدية يتمناها النظام، أما الحفاظ على الإيمان بقدرات الشعب الذاتية فهو الضمان للاستمرار وإيجاد وسائل جديدة فعالة تساعد الثورة على الوصول إلى هدفها الأخير مع الحفاظ على الوطن وسلامة أرضه وشعبه ومستقبله.
هذا الإيمان بالقدرة الذاتية هو الذي أشعل الثورة في نفوس السوريين، ولا بد من تعزيزه والتأكيد عليه في كل مناسبة، فما دام هذا الإيمان موجودًا لن يقف في طريق الشعب شيء وإذا خسره لن ينفعه شيء!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :