معارضون وموالون يجتمعون في بيروت لإعادة اللاجئين إلى سوريا
عقد في العاصمة اللبنانية أمس الخميس اجتماعٌ بين معارضين سوريين وموالين للنظام السوري، للبحث في “مبادرة للسلام” تهدف لإعادة ألف عائلة لاجئة سورية في لبنان إلى سوريا بضمانة روسية، كـ “خطوة اختبارية”.
وذكرت صحيفة الحياة اللندنية اليوم، الجمعة 10 شباط، أن الاجتماع “عُقد في فندق ريفييرا وسط إجراءات أمنية، وحضرته شخصيات برلمانية وأكاديمية تحت شعار (وطن موحد لكل السوريين)”.
وانطلق النقاش بحسب الصحيفة، بإدارة المعارض السوري محمد حبش، من مسودة تقول إن المبادرة “فكرة وبرنامج وطني لمعالجة قضايا المجتمع السوري، من تجمع شخصيات من المعارضة وشخصيات من الدولة السورية تؤمن بالحل السياسي وضرورة وقف الحرب وبناء السلام”.
كما “تعمل على تحقيقه بكل الوسائل السلمية، وهي تعلن عن أسماء المشاركين فيها بصراحة وتتحمل سخط المتشددين من المعارضة والدولة وتبعات إعلان المبادرة”.
وحضر الاجتماع أيضًا مستشارون في السفارات الروسية والألمانية والبلغارية لدى لبنان، إلى جانب ممثلين عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، وممثلين عن مبادرات سلمية، وسط غياب ممثل عن الدولة اللبنانية.
قنوات بين “حزب الله” والمعارضة
وأشارت الصحيفة أن الاجتماع هو “نتاج قنوات فتحها حزب الله على المعارضة السورية تحسبًا للمرحلة المقبلة ولاحتمال حصول تغييرات إقليمية- دولية حيال سوريا”.
ونصت مسودة المبادرة المطروحة على “تخفيف معاناة الشعب السوري بكل الوسائل الممكنة والعمل على عودة النازحين إلى مناطقهم، بعد إعادة تأهيل البنية التحتية للمناطق المتضررة بموافقة الدولة وضمان الجهات الدولية”.
كما تضمنت “الإفراج عن المعتقلين من سجون الدولة وتحرير المختطفين من جانب أي مجموعات تابعة للدولة والمعارضة والعمل على وصول المساعدات الإغاثية والطبية إلى المحتاجين في كل المناطق، وتسهيل عمل المنظمات الإغاثية الدولية، وتخفيف الصراعات الطائفية والمذهبية والقومية والمناطقية في سوريا”.
وفي الجلسة المغلقة، أكد المعارض السوري أن “هناك خطوطًا مفتوحة مع المعارضة والنظام، ولدينا أفكار عدة حول آليات مساعدة اللاجئين على العودة بكرامة، ولا يجوز الانتظار أكثر من 6 سنوات من التشرد والغربة”.
ضمانات من النظام للعودة
وخلال الاجتماع قال حبش إن المبادرة “إنسانية ولا نزعم أننا نملك حلولًا سياسية، وهي تعني العودة إلى مناطق آمنة في سوريا”.
وتركزت الشخصيات السورية في كل من رئيس اتحاد السوريين في المهجر ثابت عبارة من حمص، وسمير هواش أحد الموالين للنظام السوري، والرئيس السابق لجامعة دمشق عمر عيد، والضابط السابق في “الحرس الجمهوري” سهيل العبدو، والسفير السوري السابق لدى بريطانيا سامي الخيمي من دمشق، وباسل تقي الدين وسناء عيسى ويوسف سليمان من طرطوس.
كما طرحت عدة أسئلة وطروحات، سواء من أجل إعادة النازحين داخل سوريا إلى مناطقهم، أو إعادة اللاجئين في الخارج، وحول الضمانات لعودة المطلوبين للخدمة العسكرية والعفو العام.
إضافةً إلى “وضع الناس الذين ليست لديهم مقومات للعيش، وما إذا كانت مفوضية اللاجئين ستوقف مساعدتها إياهم في حال العودة، وما هي الضمانة للناس بألّا يمسهم النظام، ووجوب تأمين الكهرباء والماء والمدرسة والمستوصف”.
وفي ذات السياق تحدث ممثلو النظام السوري عن “إمكان تسوية أوضاع العائدين من خلال وزارة المصالحة، والدولة موجودة وهناك طرق للتعامل معها”، بحسب الحياة.
إلا أن ممثلي المنظمات الدولية اعتبروا ما يُطرح “عصفًا للأفكار”، لأن “ظروف العودة وشروط الأمان غير واضحة بعد”.
وأضاف ممثلو النظام أنه “ينتظر توزيع استمارات على مخيمات النازحين في لبنان عبر متطوعين وتقديم لوائح بقاطنيها إلى الدولة لتسوية أوضاعهم الأمنية، عبر وزارة المصالحة وبضمانة الروس لمواكبة العائدين باحترام إلى مناطق تنعم بالسلام، كخطوة أولى”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :